طائفة النصيرين “العلويين”: مفهوم العشائرية

طائفة النصيرين “العلويين”: مفهوم العشائرية
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

بقلم: عصام خوري

  كتبت هذه المادة في 15 تموز عام 2008، ونشرت الان بسبب حساستها 

alawiwomenلا يزال المسلمون النصيريون يعيشون نهج الحياة العشائرية في جبالهم، وحتى من سكن منهم المدن كان تأثره بالمدينة أضعف من جذوره العشائرية.

رئيس العشيرة “الزعيم”:

يرتبط أفراد كل عشيرة بعضهم ببعض، وفي كل شؤونهم، على ركيزة الطاعة والاحترام لرئيس العشيرة “الزعيم”، وخاصة عندما يقع خلاف ما بين عشيرة وأخرى، أو بين عشيرة وطائفة مذهبية ثانية، وهم يوزعون الدية “الفدية” فيما بينهم، كما هي الحال عند العشائر البدوية العربية.

وإذا كان رئيس عشيرة “الزعيم” ما قويا في عشيرته، فإن طاعة أفراد عشيرته له، ستتماثل مع طاعتهم للحكومة، وإذا ناوأ هذا الرئيس الحكومة، فإن أفراد عشيرته لن يتورعون عن إظهار سخطهم على الحكومة، وبأقسى إمكانياتهم.

والرئيس في كل عشيرة يحصل على الرئاسة عبر الوراثة، من أبيه أو أخيه، وعند إذن يكون محترم العشيرة الأكبر.

لكن قد يظهر أشخاص أشداء في عشيرة ما، يترأسون عشيرتهم بقوتهم ونفوذهم ودهائهم، أو بتقربهم من السلطة السياسية، دون لن يكون لهم نسب عشائري عريق. وبعد وفاتهم يورث أبنائهم الزعامة من جديد، وبمقدار ما يظهر الورثة الحزم في تغيب منافسيهم من الزعماء التقليدين في عشيرتهم، يعلوا شأنهم ويتركز أمر الزعامة بالمطلق لهم.

لطالما احتاج العلويون في الماضي لرئيس عشيرة يرد عنهم غضب الحكومة وظلم عمالها، وتعدي أفراد العشائر الأخرى عليها.

والعشيرة التي كانت بدون رئيس “زعيم”، كانت تصاب بأضرار شتى، حيث كان أذى عمال الحكومة، وجباه الضرائب العشيرية، يصبون عليها من كل صوب، مما جعل عديد من اسر هذه العشائر تندمج مع عشائر أخرى لديها زعيم بارز تحتمي به، وبرجاله الأشداء.

الأعيان أو الوجوه:

يلي مكانة الزعيم “رئيس العشيرة” مكانة الأغوات”1″، والمقدمين “2” وقد يقتصر نفوذهم على قرية صغيرة، أو يمتد إلى مجموعة قرى، وقد يصل لمستوى ناحية بأكملها.

رجال الدين “المشايخ”:

ويحظون باحترام كبير في المجتمع، والميزات التي يتمتعون بها كثيرة، ولعل أهمها الزكاة التي يتقاضونها مباشرة من المؤمن المتدين او غير المتدين “وفق مبدأ الإحراج”.

ويختلف حجم الزكاة طبقا لليسر المادي لدافعها من جهة، ولمكانة الشيخ من جهة اخرى. فليس مستغربا أن يعتبرها العامة نوعا آخر من الضرائب المتصاعدة.

فالمشيخة وراثية حيث لا توجد معاهد تدريسية لها، ويقتصر تعلمها بين راغب الدين والشيخ، وبمقدار التزام الطالب مع الشيخ تزداد معرفته بهذا الدين، فالدين العلوي قائم على الباطنية والتدرج بالتعلم حتى يحصل في نهاية الامر إلى مرتبة المشيخة.

ونتيجة الجهد الطويل والمدة الزمنية الكبيرة الواجبة في التعلم “24عام متواصل” فإن أمر الطالب المتعلم قد يصل لأوضاع مادية متدنية جدا، مما يجعل أمر الزكاة هو الأمر الوحيد الذي يعوضه عن سنين خدمته تحت سلطة معلمه الشيخ الأكبر.

ويلعب المشايخ دورا بارزا في الحياة الاجتماعية عند النصيرين، وتتمثل بالتالي:

– قيامهم على تحفيظ القرآن، والتركيز على اللغة العربية، مما قلص نسبة الأمية في جبال العلويون.

– حفظهم للسر المقدس الباطني من الضياع، واختيار الشخصيات القادرة على كتمانه واستمرار العمل في هدفه.

أما الدور السلبي لهم، فيتمثل من خلال تعددهم والسعي الدائم لكل واحد منهم على توسيع دائرة معارفه، رغبه منه في توسيع دائرة نفوذه للحصول على اكبر قدر من الزكاة، مما استدعى وجود عدة اجتهادات دينية قد تكون منافية للمنطق أو للعقل لكنها تساير المرحلة الزمنية التي يستفيد منها هذا الشيخ أو الآخر.

wp-1469084761667

عقدة الظلم والاضطهاد عند النصيريين:

يختلف الدين النصيريين عن الطائفة المسلمة اختلافا جذريا، وبما أن السلطة تاريخيا كانت بيد الأكثرية الطائفية في سوريا “السنة”، فقد عانى أبناء هذه الطائفة من الاضطهاد الشديد، فدفعهم الأمر للتوطن في الجبال اتقاءا من الظلم المنيط بهم.

ساهم هذا الاضطهاد في تشكيل شخصية المواطن النصيري الحالي.

ورغم تسلم زمام السلطة السورية لافراد من العشائر النصيرية حاليا، ترى النصيري في تخوف دائم من انقلاب السلطة عليه، وغياب الدعم الذي يتلقاه.

وقد ساهم هذا الشعور في تنامي الولاء لسلطة الأسرة الحاكمة، التي بدورها سعت لترسيخ هذا الشعور، مستعينة برجال الدين النصيريين، الذين وجدوا في تنامي هذه الثقافة، عاملا ضروريا لاستمرار وجودهم، وباب رزق ممتاز، بالإضافة لمكانة اجتماعية تخولهم حل جميع إشكالاتهم وتأمين كل احتياجاتهم.

النصيرين تاريخيا:

تنتسب هذه الطائفة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وكنيته أبو شعيب، وكان من الشيعة الاثني عشرية، وأصله من فارس “ايران”، ثم انفصل عنهم إثر نزاع بينه وبينهم على ثبوت صفة الباب له، حيث ادعى أنه الباب “3” إلى المهدي المنتظر فلم تقرّ له الإمامية بذلك فانفصل عنهم وكوّن له طائفة وقد ظل زعيماً لطائفته إلى أن هلك سنة 260هـ، وبعضهم يذكر أنه في سنة 270هـ ويحكى أنه كان مولى للحسن العسكري/ الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية/.

الخلاف بين الاثني عشرية والنصيريين:

تركت وفاة الحسن العسكري –الإمام الحادي عشر للاثني عشرية- دون خلف، خلافاً حاداً بين الشيعة، فقد اختلفوا إلى 14 فرقة تقريباً بين مؤيد للقول بوجود ابن للحسن العسكري يسمى محمداً وفرق منافية لمبدأ وجود هذا الابن أصلاً.

(ولما كان الزمان لا يخلو من وجود إمام معصوم يتولى تصريف شئون الناس، وإلا لتعطلت الحياة بزعمهم، وكان هذا الإمام غير ظاهر، فأوجدوا في أذهانهم فكرة ((الباب)) إليه، والباب شخص مخلص لآل البيت، يكون حلقة الاتصال بين الناس وبين الإمام المستور).

ويستدلون على هذه البابية بما يزعمون من روايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من طلب العلم فعليه بالباب))، ((أنا مدينة العلم وعلي بابها))، ومن هنا وضعوا قائمة بالأبواب أولهم علي بن أبي طالب، وهو باب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلمان الفارسي، وهو باب لعلي، وهكذا إلى الإمام الحادي عشر –الحسن العسكري.

ثم اختلفت كلمتهم، فادعى النصيريون أن الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري لم يكن له باب، بل استمر الباب للإمام الحادي عشر- الحسن العسكري- أبو شعيب محمد بن نصير، ومن هنا وقع الخلاف بين النصيرية والإمامة الاثنين عشرية مما أدى إلى انفصاله وفرقته عن الاثني عشرية.

بعد وفاة ابن نصير تناوب على زعامة النصيرية عدة شخصيات أثرت المذهب النصيري بأفكارهم وتنوع المعتقدات وتعدد الطرق والآراء، كان من أبرزهم أبو محمد الجنبلاني، وتلميذه الحسين بن حمدان الخصيبي، ومحمد ابن علي الجلي، وعلي الجسري، والميمون –ابن سرور بن قاسم الطبراني، وحسن المكزون السنجاري، وهو آخر مظهر لقوة النصيرية.

النصيريون في سوريا:

وينقسم النصيريون من حيث النسب القومي لفئتين، هما:

عشيرة الخياطين ://نسب عربي//

يعود نسب الخياطيون للقبائل العربية المهاجرة من جنوبي العراق في نهاية القرن الرابع الهجري “أثناء اضطرابات بغداد” إلى بلدة بانياس الساحلية جنوبي اللاذقية، وذلك في حملة قادها زعيمهم عيسى الذي دعي لاحقا “عيسى البانياسي”، وانضم اليهم القبائل “الحلبية” من شبه الجزيرة العربية وهي قبائل نصيرية تربطها قرابة مع جماعة الزعيم عيسى.

فتزايد عددهم لينتشروا في منطقة جبلة ومصياف وناحية المرقب بشكل خاص وفي القرى المجاورة لبلدة صافيتا. وسميوا بهذا الاسم نسبة لشيخهم الجليل الشيخ حمزة الخياط.

وتقسم عشيرة الخياطين لسبعة أفخاذ رئيسية، وهي:

Al-Khayyateen clan: they form seven main septs: Al-Khayyats, Al-Faqawra, Al-Abdyia, Al-Saramta, Al-Halabyya, Al-Amamra

العشائر السنجارية: //نسب كردي”3″//

تعرض النصيريون “الخياطين” لعدة هجمات من جيرانهم الأكراد السنة والاسماعيليين، مما استدعى اجتمعا لاشراف النصيرين عام 593 هجري في بلدة بانياس وقرروا طلب المساعدة من اخوتهم في الدين المقيمين في جبال سنجار، الذي يتزعمهم  الأمير حسن بن يوسف بن مكزون.

وبالفعل لبى الأمير حسن طلبهم عبر حملتين:

الاولى: عام 610 هجري، بقيادة الامير حسن نفسه مع خمسة آلاف مقاتل، اسفرت عن سيطرته على قلعة المضيق وقلعة العليقة، وتزوج بعدها ابنة عم الشيخ حمزة الخياط، وبعد خسارته لمعركة مصياف “4” عاد لجبال سنجار عام 613هجري. “5”

الحملة الثانية: عام 620هجري، بقيادة الامير حسن مرة أخرى، لكن تعداد المقاتلين فيها تجاوز 20 ألف مقاتل، وخلالها سيطر على جبال اللاذقية بعد السيطرة على حصون أبوقبيس ومصياف، لتنتشر العشائر السنجارية النصيرية في جبال العلويون، بعد أن وجدت المناخ فيها أفضل من منطقة سنجار.

هجرات متفرقة:

نتيجة الخلاف الديني الشيعي السني، قرر السلطان محمد بن قلاوون “تطهير الاسلام من المرتدين” فحارب شيعة كسروان مما دفع عديد من الشيعة “الدروز” للهرب نحو الجبال العالية “جبل العرب، جبال لبنان”، والأمر ذاته تم للنصيرين الذين هربوا من فلسطين وشمالي مصر نحو جبال اللاذقية ومنطقة جبل محسن شمالي طرابلس.

 وتقسم العشائر السنجارية لثلات عشائر أساسية:

  • Al-Haddadin clan: they consist eight septs: the Haddad, the Alis, the Yashout, Al- Mahaliba, Al-Bashalowa, Al-Rakawna, Al-Ataryia, Al-Shamasna.
  • Al-Matawra: they compose also eight septs: Al-Matawra, Al-Jawamra, Al-Sawarma, Al-Nmelatyia, Al-Dawasa. Al-Bshargha, Al-‘arajna. Al-Maharza.
  • Al-Kalbyia clan: they form seven septs: Al-Kalbyia, Al-Rashawna and Al-jroud, Al-Karahla, Al-Rasalna, Al- nawasra, the Shalfs, the Alis, the Ahmad, the Muhammad.

شروح:

“1”: الأغوات: وهم وجهاء المنطقة ويشملون أهم شخصياتها العلمية والمعرفية والاثرياء ، وقد يكونوا من المسيحيين في بعض الحالات، حيث يجالسوا زعيم العشيرة ويقدموا اقتراحات وحلول لمصائب تصيب العشيرة أو المنطقة.

“2”: المقدمين: وهم من وجهاء العشيرة ويوكل اليهم مهمة جمع الضرائب التي يحددها الزعيم للدولة في السابق من عامة العشيرة، ويفترض في اختياره ان يكون على دراية بشؤون قومه المادية فيوازن بين الفقير والميسور والغني في تحصيل الضريبة. اليوم لا وجود للمقدمين بعد سيطرة الدولة المطلقة على المنطقة، إلا أن احفاد المقدمين ما يزالوا بمكانه تقدير نسبة لنسبهم القديم.

“3” الباب: هو شخص مخلص لآل البيت، يكون حلقة الاتصال بين الناس وبين الإمام المستور.

“4”: منطقة جبل سنجار هي منطقة ذات غالبية شبه مطلقة من الأكراد، وغالبية اعتقادهم الديني قائم على الباطنية فمنهم الكردي النصيري والكردي اليزيدي “وهم الفئة الغالبة حاليا” واقلية من اتباع باطنية دين الصابئة، بالإضافة لقلة من الآشورين وكلدانية. من هذا الواقع فإني اخمن تخمين شخصي أن القبائل السنجاري ذات اصول كردية.

“5”: حسب تقديرات د. أسعد علي //كتاب معرفة المكزون صفحة 343//.

كتب ومراجع:

– كتاب المسلمين العلويون //الكاتب: منير الشريف//

– كتاب “عن العلويين ودولتهم المستقلة //الكاتب: محمد هواش، الناشر د. غسان هواش، 1997 الدار البيضاء، المغرب//

 

بامكانكم قراءة المادة باللغة الانكليزية على الرابط التالي: Nusayri Sect:The Concept of Clans The lifestyle of Nusayris/Alawites

CESD

تأسس المركز عام 2003 في سوريا بجهود عدد من الكتاب والباحثين العرب، ثم توسع في نشاطه وعمله يغطي غالبية دول الشرق الاوسط وشمالي افريقيا، وفي عام 2015 بادرت ادارة المركز لاعادة هيكلة فريقها وتاسيس فريق عمل ينشط من نيويورك في الولايات المتحدة لهدف خدمة منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا The Center for Environmental and Social Development demonstrates a commitment to social justice through investigative journalism and human rights implementation. We strive to bring democratic change to the Middle East and North Africa. Emerging from a range of fields including philanthropy, political science, law, human rights, and medicine, we embrace collaboration in order to support peaceful and stable democratic movements across the MENA Region. Our efforts contribute to the foundation’s mission of creating a new culture in the region which is mainly based on the values of citizenship, democracy, and coexistence.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *