قراءة في خطاب الاسد المهزوم

قراءة في خطاب الاسد المهزوم
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

بقلم: عصام خوري

 

تفاوتت الاراء على صفحات التواصل الاجتماعية حول خطاب بشار الاسد الاخير في افتتاح “مؤتمر وزراء الخارجية والمغتربين” يوم 20 آب 2017، الامر الذي دفعني للتمعن بما نشرته وكالة الانباء الرسمية سانا عنه، واستطيع باختصار تبويبه ضمن 17 بندا، وادعوكم هنا للتمعن بها، مع التنويه انني قدمت توضيحات تصحيحية لكل بند منها:

1- الكلمة الترحيبية: وتاتي في اطار الشكر والتاهيل بالحضور وتحضيرهم للمحتوى المعرفي الذي ستحمله الكلمة.

2- العرض التاريخي: الاسد اراد في البداية تجنب الحديث عن الحرب الاهلية، وتوجه نحو التحدث بالعمق التاريخي للازمة!. والمفاجأة ان الازمة لن تبدأ عام 2011، ولم يكن سببها توريثه الحكم بطريقة غير شرعية عبر تعديل الدستور بربع ساعة عام 2000، وبالتاكيد ليس سببها ترفيعه بالرتب العسكرية بسرعة البرق ليصل لاعلى السلم العسكري السوري، وليس بسبب قمع الحريات والقضاء على المجتمع المدني والصحافة وسيطرة اقارب الرئيس على كل مفاصل الحياة الاقتصادية، انما السبب كان موقع سوريا الاستراتيجي واستشهد بذلك بمعاهدة السلام بين الفراعنة والحثيين عام 1274 قبل الميلاد
طبعا لضيق الوقت الاسد لم يحب ان يستشهد بامثلة تاريخية عن حقبة الفرنسسين والعثمانين حينما يقول (طبعاً الأمثلة كثيرة تمتد عبر الحقب خلال العثمانيين والصراع على سورية بعد خروج المحتل الفرنسي).

3- تشخيص مرض الغرب الراسمالي: طبعا الاسد لا يحب تقزيم الملف السوري بين معارضة ونظام، انما ربط الدولة السورية بمحور يرفض الهيمنة القادمة من الغرب المريض. وهنا لم يحب الاسد توضيح من هم دول الغرب، بل ربط كلمة الغرب  بدول تسير وفق الفلسفة الغربية التي تخاف من اية ظاهرة تمرد على قرارها، ووضح ان دول مثل (سورية، إيران، كوريا الديموقراطية الشعبية وبيلاروس) ودولة روسيا كقوى عظمى هي دول ترفض الوصاية الغربية، ومع ذلك هي دول غير عدوة للغرب الذي يحاول تصورها كذلك.

حيث يقول: (الغرب اليوم يعيش حالة هيستيريا كلما شعر بأن هناك دولة تريد أن تشاركه القرار الدولي في أي مجال وفي أي مكان من العالم، هذا يعكس ضعف في الثقة، ولكن هذا الضعف في الثقة ينعكس بالمزيد من استخدام القوة، وبالتالي القليل من السياسة والقليل من العقل أو غياب العقل بشكل كلي.. الشراكة بالنسبة للغرب مرفوضة من قبل أي جهة، التبعية هي الخيار الوحيد المطروح).

في هذه الفقرة تحديدا نسي الاسد انه يتكلم عن نفسه تماما، فهو كالغرب يعيش حالة هستيرية ان وجد أي معارض له، وهو يسعى تماما لتدمير هذا المعارض بكل مصادر القوة المتاحة له، وسبب ذلك تماما “ضعف في الثقة” او “قناعة ذاتيه بغياب الكفاءة”،  ايضا عندما اختار الاسد ايجاد شركاء له جعلهم اتباع.

 

4- تشخيص واقع الولايات المتحدة: تناول الاسد الولايات المتحدة بفقرتين رئيسيتين الاولى مفادها ان الولايات المتحدة لم ترتقي لمستوى دولة بل هي نظام، والرئيس ترامب ماهو الا واجهة تنفيذية للوبيات الضغط وشركات الاعمال الضخمة.

للاسف من كتب الخطاب للاسد تجاهل ان مجموعات ترامب الاقتصادية واحدة من اضخم المجموعات الاستثمارية في اميركا وعلى المستوى الدولي. بكل الاحوال يتابع الاسد حديثه عن فلسفة تكوين المنظمومة الغربية حينما يقول ( النظام العميق في الولايات المتحدة لا يشارك الرئيس في الحكم، وإنما يعطيه هامش، والرئيس وإدارته لا يشاركون الأوروبيين وحلفاءهم في الغرب، فقط يعطونهم هامشاً، وهؤلاء أي الغرب بشكل جماعي لا يشارك عملاءه وإمعاته في منطقتنا والعالم، فقط يعطيهم هامشاً، وطبعاً لا يشاركون بقية العالم)

للاسف من كتب خطاب الاسد لم يفهم حتى الان الشراكة الانكلو-سكسونية، ودور مراكز الدراسات البريطانية وشراكتها مع مراكز الدراسات في واشنطن… بكل الاحوال هذا مستوى فهم نظام الاسد.

ولكن الاسد لم يتوقف عند هذا الحد بل انطلق لتشخيص الصراع الدولي في الامم حيث يقول هناك قوتين (الأولى، تعمل لصالح النخب الحاكمة ولو أدى ذلك لخرق كل القوانين الدولية والأعراف وميثاق الأمم المتحدة وغيرها، ومقتل الملايين من الأشخاص في أي مكان من العالم.  والقوة الثانية في المقابل تعمل من أجل الحفاظ على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وترى في ذلك مصلحة لها واستقراراً للعالم.)

طبعا من هذا التشخيص على المستمعين ان يفهموا ان نظام الاسد في ريادة القوة الثانية، فالاسد يرعى “شرعية ميثاق حقوق الانسان” من لما ولد من بطن امه، وروسيا وكوريا الشمالية تنتعش ونعيش بالديموقراطية!.

5- الدور العربي: شخصه الاسد بدور يوازي رقم صفر.

الغريب في هذا التشخيص ان الاسد لم يصنف نفسه من بين العرب لانه وكما صنف نفسه في الفقرة السابقة هو (ضمن القوة الثانية التي يحارب للدفاع عن ميثاق الامم المتحدة)!!!… بكل الاحوال لا تعليق على الصفر.

 

6- جوهر المشروع الغربي لسوريا: ربط الاسد حركة الاخوان المسلمين بالمشروع الغربي، حيث يقول: (كان جوهر هذا المشروع هو أن يحكم الإخوان المسلمون هذه المنطقة باعتبار أنهم يمثلون الدين)

ولكن تجاهل الاسد ان الادارة الاميركية او ما اسماها الاسد “النظام الاميركي الحالي” يحارب علانية الاخوان المسلمين وهذا ناجم عن علاقة تاريخية طويلة بين السعودية والحزب الجمهوري. ايضا السعودية ودول الخليج العربية هي ضد دولة قطر الداعمة للاخوان المسلمين بشكل علني، ايضا دولة قطر هي على علاقة طيبة مع الدولة الايرانية احدى اهم الدول ضمن “القوى الثانية المدافعة عن ميثاق الامم المتحدة” حسب وصفه هو!!!… ايضا ايران هي الشريك الاهم للنظام السوري.

7- مفهوم المقاومة: يكرر الاسد عبارة قالها عام 2005 (ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام).

ولكنه يوضح في عبارة قبلها ان المشروع الغربي لم يهدف لتدمير سوريا حيث يقول (كان المطلوب أن يستحوذوا على سورية سليمة معافاة، ولكن خاضعة وتابعة).

ولكن سوريا أي “النظام السوري” دولة الصمود والتصدي خربت مشروعهم، وقررت تسليمهم سوريا مدمرة ومخربة ومفتتة، فالواقع العملي يوضح لاي متابع للملف السوري، ان الشمال الغربي بات منطقة نفوذ اميركية وهي مساحة اكبر من دولة فلسطين وطبعا اغنى منها، والقسم الاوسط الشمالي منطقة تابعة لتركيا ومساحتها تقارب دولة لبنان وهي ايضا منطقة اغنى من دولة لبنان، والجنوب السوري بات منطقة تحت الوصاية الاميركية الاردنية الاسرائيلية، واما مناطق دمشق والقلمون وريف حماه فهي تحت الوصاية الايرانية، والساحل السوري تحت الوصاية الروسية…. اما بشار الاسد فمازال  لليوم يتكلم عن المقاومة وافشال المشروع الغربي…

ايها المهزوم  بفمك تكلمت انهم كانوا يريدون سورية معافاة، ولكنك سلمتهم اياها مدمرة، والقسم الغير مدمر سلمته لحلفائك.

8- الطائفية: وصف الاسد الطائفية بانها كانت موجودة في العام الاول، ولكن المجتمع طور نفسه ولفظها.

ايها المهزوم، ان كانت الطائفية طفرة لماذا وافقت على صفقات تهجير القرى الشيعية في ادلب بقرى وبلدات سنية في القلمون هذا العام؟

ايها المهزوم الشعب شاهد باصاتك الخضراء.

 

9- تقييم الحراك الشعبي: يقول الاسد (هذا الحراك الذي لم يتجاوز في أحسن الأحوال 200 ألف شخص، مدفوعين في كل سورية في بلد عدد سكانه 24 مليوناً)

ايها المهزوم عدد سكان سوريا كان 23 مليون نسمة، وليس 24 مليونا، اما بالنسبة لعدد المتظاهرين ضدك ووفق خبرتي المتواضعة وتماسي المباشر مع ابناء اللاذقية وادلب وطرطوس فقط، للامانة كل سنّة هذه المحافظات كانوا يكرهونك، ومن لم يشتمك منهم كان لكرهه للحركات المتعصبة والزعران الذين تصدروا واجهة الشارع في اللحظات الغوغائية، أي ان من كتب لك رقم 200 الف كان يمزح معك او يجاملك.

 

10- دعم الارهاب: وفي هذه الفقرة وضح الاسد ان من دعم الارهاب هو المجتمع الغربي، بينما نظامه اختار محاربة الارهاب كاساس لعمله وليس كهدف.

وبهذه الصيغة بين الاسد ان نظامه متفوق على الغرب، الذي جند اموال ضخمة لمحاربة الارهاب في العراق وسوريا وافغانستان، في حين كان الكثير من اقارب الاسد يشترون النفط السوري من تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي.

 

11- مفاوضات جنيف واستانة: خرج الاسد عن الاعراف الدبلوماسية ووضح هوية المتحاورين معه بانهم عملاء او ارهابين حيث يقول (في الحوار كنا نتحاور إما مع إرهابي أو مع عميل أو مع كليهما). ثم يضيف في وصفه لمجموعات العمل التي جاءت من خارج النظام (هذه الشخصيات وتلك المجموعات هي أشباح وهمية غير موجودة، ليس لها وزن، لكن هم اكتشفوا مؤخراً بأنهم بلا وزن وبأنهم مجرد أدوات تستخدم لمرة واحدة ومن ثم تُلقى في سلة المهملات).

براي الشخصي بعد كلام الاسد هذا يجب على موسكو ان تحجر عليه، او على المعارضة ان ترفض أي دعوة من لجنيف او الاستانة، فهم مصنفين من قبل الاسد كارهابيين او عملاء ولا وزن لهم بكلا الحالتين، ومع ذلك هو يفاوضهم!!..

 

12- مفهوم الثورة: يقول الاسد الثورة لم تفشل وحدد مصطلح الثورة بانها (ثورة الجيش على الإرهابيين وثورة الشعب السوري على العملاء والخونة).

بالصراحة يوجد حاليا قرابة 7 مليون لاجئ وفق تقارير الامم المتحدة التي يدافع عنها الفريق الثاني وفق راي الاسد، كما يوجد قرابة 2 مليون سوري نازح لدول الجوار وفق احصائيات تلك الدول، ويوجد قرابة 4 مليون نسمة في مناطق المعارضة، أي ما مجموعه 13 مليون نسمة من اصل 22.5 مليون نسمة بعد ان قتل قرابة نصف مليون نسمة. على المهزوم ان يعرف هذه الارقام ليفهم ان تعداد السكان خارج كنتونه الاسدي اكبر من عدد السكان القابعين تحت رحمته وحماية البوط العسكري. اساسا في الادبيات الثورية لا يمكن لجيش ان يثور على شعب، الجيش ممكن ان يثور على حاكم او نظام سياسي…. باختصار شديد الشعب هجّ منك افهمها، والكثير من الموالين لك همهم الوحيد ان يهربوا من التجنيد الاجباري في جيشك.

 

13- دور تركيا: يوضح الاسد ان اردوغان داعم ومحتضن للارهابيين، ومشاركته في مؤتمر الاستانة فقط لحفظ ماء وجهه.

ولكن الاسد تجاهل مساعي روسيا للتنسيق مع تركيا لتحقيق ما يسمى منطقة خفض التوتر في ادلب، ايضا تجاهل سيطرة تركيا على مساحة واسعة من سوريا وبدا الحكومة التركية في اعادة اعمار مدن جرابلس والباب، دون ان تقترب طائراته من تلك المناطق!!!..

 

14- المناطق الامنة: وضح الاسد ان مناطق خفض التوتر غير مشروع المناطق الامنة حيث يقول (المناطق الآمنة تعني أن الطيران الأمريكي ومعه طيران التحالف يقوم بتشكيل غطاء جوي للإرهابيين ويسمح لهم بالتوسع وكل من يحاول محاربة الإرهابيين أو ضربهم يقوم الطيران الأمريكي ومعه التحالف بضربه).

للامانة هذا التحليل الجيو عسكري يدلل ان الاسد شخص غير عسكري، فهناك فارق كبير بين مفهوم المناطق الامنة ومناطق حظر الطيران، وكما يبدو من كتب مقال الاسد لم يقرا مقالاتي التي وضحت مدى الاختلاف بين الامرين. ومن زاوية ثانية ان كان الغرب يريد مناطق حظر طيران لماذا رفضها منذ العام 2012 عندما طالبت بها المعارضة السورية “العميلة” حسب وصف الاسد؟

ايضا لماذا الطيران الاميركي والتحالف سيدعم الارهابيين بينما هو من يقصفهم في الرقة؟ في حين كان نظام الاسد تجنب قصف الرقة طيلة فترة سيطرة الدولة الاسلامية عليها؟

15- الحلول :

– قرر الاسد ان الحل الوحيد للازمة لسورية سيكون عبر لجان الحوار التي ترعاها مؤسسات الدولة السورية “شلة الوزير علي حيدر”.
والسؤال هل لشلة علي حيدر القدرة على تجاوز غرفة قاعدة حميميم للمصالحات؟، وان كانت المصالحات سورية-سورية، ماهو ضرورة انتشار الشرطة العسكرية الروسية في مناطق المصالحات؟  .

– العزلة الدولية لا تنفع واشترط افتتاح السفارات مقابل التعاون الامني حيث يقول (لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا حتى دور لبعض الدول التي بدأت مؤخراً تتحدث عن أنها تسعى إلى دور في حل المشكلة في سورية، الا عندما يقوموا بشكل واضح وصريح ولا لبس فيه بقطع علاقتهم مع الارهاب والارهابيين، عندها سيمكن الحديث عن فتح السفارات).

 

16- الانشقاقات: سخر الاسد من الانشقاقات ووضح انها مساعدة من الغرب على تنظيف سوريا من الفاسدين والعملاء.

الغريب في هذا التصريح انه اقرار بفشل الاجهزة الامنية السورية، رغم ان الاسد عوّل في الفقرة السابقة على تعاون الغرب مع جهازه الامني معتبرا جهازه جهاز كفوء!

 

17- الختام: سعى في الختام لتنبه الدبلوماسيين عن رغبة دمشق بتعزيز شراكاتها الدبلوماسية مع دول الشرق متجاهلا دول الغرب.

وللامانة كان من اللافت تجاهل الاسد لدولة الصين الشعبية، خاصة وان الاخيرة لم تعلن الفيتو في التصويت الاخير في مجلس الامن.

 

ان خطاب الاسد هو خطاب مشبع بالتناقضات، ولا يرقى لمستوى الجمهور الدبلوماسي الذي يفترض ان خطاب الاسد موجه لهم، بكل الاحوال، ان ملخص كلمة الاسد تحمل فكرة وحيدة مفادها انا مستمر بالحكم وغير مكترث بالمفاوضات وغير مكترث بالمجتمع الدولي المريض. هذا النوع من الخطابات كان مستخدما في ايران زمان الرئيس احمدي نجاد، وهو مستخدم حاليا في كوريا الشمالية، وفعليا هؤلاء الحكام ماهم الا واجهات للقوة الصينية والروسية الراغبة بردع التمدد الاميركي لاراضيها.

الفارق الوحيد بين الاسد وحكام ايران وكوريا، انه فعليا خسر مساحة ضخمة من دولته، وهو بعيون الكثير من ابناء سوريا رئيس مهزوم، وهذا الامر عرفته الصين التي تخلت عنه مؤخرا، بينما الروس يسعون لتحضير بديل عنه، اما شماعة الارهاب فهي ورقة ستسقط قريبا، عندها سيخسر الاسد كل اوراقه، فيصبح حينها رقما لاوزن له او دون الصفر.

 

مصدر كلمات الاسد وكالة الانباء الرسمية سانا، 20آب 2017.

http://www.sana.sy/?p=610816

 

 

 

 

 

CESD

تأسس المركز عام 2003 في سوريا بجهود عدد من الكتاب والباحثين العرب، ثم توسع في نشاطه وعمله يغطي غالبية دول الشرق الاوسط وشمالي افريقيا، وفي عام 2015 بادرت ادارة المركز لاعادة هيكلة فريقها وتاسيس فريق عمل ينشط من نيويورك في الولايات المتحدة لهدف خدمة منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا The Center for Environmental and Social Development demonstrates a commitment to social justice through investigative journalism and human rights implementation. We strive to bring democratic change to the Middle East and North Africa. Emerging from a range of fields including philanthropy, political science, law, human rights, and medicine, we embrace collaboration in order to support peaceful and stable democratic movements across the MENA Region. Our efforts contribute to the foundation’s mission of creating a new culture in the region which is mainly based on the values of citizenship, democracy, and coexistence.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *