سوريون- أمريكيين في ضيافة مجلس سوريا الديموقراطية

سوريون- أمريكيين في ضيافة مجلس سوريا الديموقراطية
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

المركز التشيكي السلوفاكي للدراسات المشرقية & CESD

١٢ أيار/ مايو ٢٠٢٣

عزز النظام السوري من حالة الانقسام الطائفي والقومي في سوريا، مما أفرز حالة شقاق اجتماعية وسياسية عميقة في المجتمع السوري.

وتم تطويع تلك الخلافات بعد اندلاع الثورة السورية من قبل الفئات السورية المستفيدة دينيا وقوميا، عبر تعاونهم مع قوى إقليمية ودولية، لخلق كونتونات سورية متصارعة أيدولوجيا وقوميا وطائفيا. وللأسف هذا الصراع لم يقتصر على الأرض السورية، بل امتد نحو المؤسسات المدنية التي أسسها معارضون سوريين في دول المهجر.  

فالكثير من مؤسسات المجتمع المدني الداعمة خدميا وانسانيا وحقوقيا للشعب السوري، حددت نشاطها في خدمة منطقة محددة مثل (منطقة السويداء، منطقة الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، منطقة الشمال الغربي “إدلب وريفها”، منطقة النظام السوري).

الخريطة مأخوذة من موقع جسور / كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٢٢

هذا الواقع أدى لتعزيز شراكة بعض المؤسسات المدنية السورية-الأميركية مع بعض الحكومات المسؤولة عن أمان المنطقة التي يقدمون خدماتهم الإنسانية فيها، مما جعل خطاب تلك المؤسسات متوائم لحد كبير مع خطاب تلك الدولة، فعدد من المنظمات المنطوية فيما يسمى التّحالف الأميركي لأجل سورية[1] باتت مقربة جدا من الخطاب التركي، حيث ترى في مشروع الإدارة الذاتية لشرق الفرات مشروعا انفصاليا عن سوريا، وتجد في التحالف الوطني لقوى المعارضة السورية ” تشكيل سياسي معروف بقربه من أنقرة” ممثلا شرعيا للشعب السوري استنادا لاعتراف ١١٤ دولة به[2] في مؤتمر مراكش.  

أيضا عدد من المنظمات المدنية التي تقدم خدمات في مناطق الشمال الشرقي لسوريا، مثل “التحالف السوري الوطني” كانت مغالية الولاء لمشروع الإدارة الذاتية لشرق الفرات، ومعارضة تماما للتحالف الوطني لقوى المعارضة السورية الذي تراه فاقداً للشرعية نتيجة قبوله المشاركة باجتماعات سوتشي “التي يرونها التفاف على القرار 2254″، وتوقيعه لاتفاقيات خفض التصعيد وتسليم المناطق المعارضة للنظام السوري[3].

في ظل هذا الواقع المشحون بالخلافات، دعا “مجلس سوريا الديموقراطي” عدد من النشطاء السوريين-الأميركيين لجلسة حوارية تحت عنوان “مبادرة لحل الأزمة السورية”، وقد لبى الدعوة:

  • ممثلين عن اللقاء التشاوري السوري- الأميركي[4]
  • مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، التابع للمجلس الأطلسي
  • التّحالف الأميركي لأجل سورية ACS
  • شخصيات سورية مستقلة

عرض في هذا اللقاء، ورقة حوارية مقدمة من مجلس سوريا الديموقراطي لشمال شرقي سوريا، تضمنت توجها عريضا يدعو جميع السوريين للتعاون سويا، استنادا لتسع محددات، نستطيع تلخيصها بالتالي:

  1. وحدة الأرض السورية.
  2. ضرورة تكريس المواطنة والمساواة بين فئات الشعب السوري.
  3. ضرورة تكريس نموذج اجتماعي ديموقراطي يعزز مكانة المرأة، والحفاظ على البيئة.
  4. توزيع الموارد الباطنية على عموم الشعب السوري بشكل متساوي.
  5. استعداد الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا استقبال اللاجئين السوريين في لبنان عبر وسيط دولي.
  6. مكافحة الإرهاب.
  7. ضرورة الدفاع عن الأراضي السورية ضد التوسع التركي.
  8. السعي لتطوير حل ديموقراطي سلمي في سوريا.
  9. تعزيز الحوار والتمسك بقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.

 البنود التسع جاءت ضمن ٥ ورقات، تحمل شروحات تتماشى وتوجهات الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، وهو ما دفع الحضور للتعليق عليها بشكل موسع، حيث عبر ممثلي اللقاء التشاوري عن ملاحظات تتمحور حول التالي:

  • رفض التطبيع مع النظام السوري: حيث بادرت عموم المنظمات العاملة في مجال مؤسسات الضغط “اللوبي لدعم الشعب السورية”، لتمرير رسائل نحو أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ، لهدف رفض أي تطبيع مع النظام السوري، بينما يعلن البند الأول من ورقة العمل عن استعداد الإدارة الذاتية للقاء الحكومة السورية والحوار معها. وبرأي الحاضرين أن على المعارضة السورية التفاوض مع النظام السوري من مبدأ قوة، استنادا للتالي:
    • o       النظام السوري مرفوض دوليا.
    • القوة العسكرية لجيش النظام السوري أضعف من قوة المعارضة السورية وقوات سوريا الديموقراطية ان تحالفا معا ضده.
  • ضرورة تحسين صياغة الورقة، لتكون المصطلحات واضحة المعالم عند ترجمتها، مثلا ورد في البند الثاني عبارة (نظام إداري سياسي ديموقراطي تعددي لا مركزي) وبرأي الحاضرين طريقة تحديد هوية البلاد محكومة باستفتاء الشعب السوري، وهذا الأمر غير ممكن بظل وجود سلطة الأسد الديكتاتورية، أو سلطات أمراء الحرب.  
  • الثناء على توجه الإدارة الذاتية نحو احتضان اللاجئين السوريين في لبنان، وتوزيع الثروات الباطنية على عموم الشعب السوري. حيث شدد الحاضرين من مجموعة اللقاء التشاوري على ضرورة أن تسعى الإدارة الذاتية لرسم استراتيجية لاحتضان اللاجئين السوريين من تركيا في ظل تنامي خطاب الكراهية تجاههم، ومساعي الحكومة التركية للمصالحة مع النظام، وإعلان المعارضة التركية الواضحة لضرورة عودة اللاجئين السوريين لسوريا.
  • ضرورة فك أي صلة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا مع حزب العمال الكردستاني، كون هذا الحزب مدرج على لوائح العقوبات للخزانة الأميركية، مثله مثل تنظيم حراس الدين وجبهة النصرة.

كما وجه نشطاء اللقاء التشاوري بعض الانتقادات لغرض نقلها من مجلس سوريا الديموقراطي في واشنطن، إلى الإدارة في مناطق الداخل السوري، باعتبارها نقاط فشل لا يمكن تبريرها، ومن أبرزها:

  • لم توفر الإدارة الذاتية رواتب مالية للموظفين الحكوميين، حيث ما زلوا يحصلون على رواتبهم من الحكومة السورية في دمشق، رغم أن الإدارة الذاتية تطالب بالنظام اللامركزي.
    • لم توفر الإدارة الذاتية، نظاما إداريا يجعلها تستقل في إداراتها الأمنية عن النظام السوري.لم تنجح الإدارة الذاتية، في إدارة مجالها الجوي، حيث تعتمد على مؤسسة النظام السوري، والمخابرات الروسية.لم تستطع الإدارة الذاتية إدارة الإنتاج النفطي بشكل ناجح وغير مؤذي للبيئة، رغم أن جميع طروحاتها على الأوراق تتبنى حماية البيئة.لم تبادر الإدارة الذاتية لبيع النفط السوري بسعر مخفض للسوريين، رغم انها تصرح في مبادرتها على مشاركة الثروات.
    • لم تنجح الإدارة الذاتية في انشاء مراكز دراسات معنية بمكافحة الجماعات الإرهابية، رغم عملها الطويل مع قوات التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب.  

من زاوية ثانية أكد رئيس مكتب مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، قتيبة ادلبي على ضرورة ابتعاد سياسي الإدارة الذاتية عن وصف تركيا “بالاحتلال” مراعاة لواقع احتضان تركيا لما يقارب ٤٠٪ من السوريين في تركيا أو في مناطق نفوذها. فبوجهة نظره هذا الوصف يعزز من العداء لتركيا، ويعقد عمل المنظمات المدنية السورية في تركيا، وهذا بالتأكيد يبعد أية فرص من التشبيك بينهم وبين المنظمات العاملة في مناطق الإدارة الذاتية، كما اقترح على ممثلي مجلس سوريا الديموقراطي ضرورة الغاء أية صورة وشعارات أيدلوجية تربطهم مع حزب العمال الكردستاني.   

ممثل التّحالف الأميركي لأجل سورية، ركز على ضرورة بناء الانسان السوري، وتفعيل أدوات حمايته إنسانيا واجتماعيا وثقافيا، مع مراعاة واقع التطور التكنولوجي القائم على برامج الذكاء الصناعي، التي لا تقبل اليوم فكرة الصراعات في ظل واقع حرية تبادل المعلومة. كما ركز على أن المعضلة في سوريا ليست بقومية أو دينية، بل هي مشكلة استبداد نظام ديكتاتوري دموي.     

الحوارات كانت شديدة الوضوح، وبينت عن إمكانية إيجاد قواسم عمل ناجحة، فالمنظمات المدنية السورية-الأميركية المقربة من اتلاف المعارضة السورية المدعوم من تركيا، كان لديها ملاحظات واضحة ضد تطبيع الأتراك مع النظام السوري، وقد أعلنوا عن ذلك خلال عشاء عمل مع وزير الخارجية التركي يوم ٢٠ كانون الثاني/ يناير [5]٢٠٢٣.

 ورغم خلافهم الشديد مع مجلس سوريا الديموقراطي، إلا أنهم متمسكين بضرورة الوجود العسكري الأميركي في الشمال الشرقي لسوريا، لكون هذا الوجود يحمي ما يزيد عن ٤ مليون سوري، وهو ما بينه قتيبة ادلبي، وأكده طارق أبو غزالة ممثل التّحالف الأميركي لأجل سورية.

ممثلي اللقاء التشاوري كانوا موحدي الهدف نحو ضرورة تقريب وجهات النظر بين مجلس سوريا الديموقراطي، والمنظمات السورية-الأميركية الداعمة للإتلاف، حيث تطوع الباحث في المعهد التشيكي السلوفاكي للدراسات المشرقية عصام خوري لأن يعد مسودة دراسة تحمل استراتيجية عمل تفاوضية تفرض قبول النظام السوري بالقرار ٢٢٥٤ انطلاقا من عناصر قوة المعارضة الداعمة للإتلاف الوطني السوري وقيادة الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، ، على أن تقدم د.لينا مراد[6] من اللقاء التشاوري بعرضها على عموم المنظمات السورية-الأميركية، ومجلس سوريا الديموقراطي لهدف تحديد حجم التوافق، كما نوهت الباحثة روان من مجموعة “اللقاء التشاوري” إلى ضرورة أن يتقبل جميع الأطراف فكرة غياب الربح الكامل، ففي التوافقات السياسية دائما هناك تنازلات، والناجح من يغلب حجم المكاسب على الخسائر، خاصة إن كانت المطالب تخص شعوب مغلوب على أمرها.


[1] مِظلّةٌ انضوت تحتها عشرة منظّمات أميركية مختصّة بالشّأن السّوريّ وناشطة في العاصمة الأميركية واشنطن

[2]  وكالة الأناضول ١٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٢ https://www.aa.com.tr/ar/archive/114-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%85%D8%AB%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A/299198

[3]  قناة روودو/ ١٣/١/ ٢٠٢٣: مقالة بعنوان “رئيس التحالف السوري الوطني لرووداو: الائتلاف السوري فقد شرعيته”  https://www.rudawarabia.net/arabic/middleeast/syria/130120231

[4] تشكيل مدني سوري-أميركي معني بتقريب وجهات النظر بين السوريين، وأطلق نشاطه في نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٢، ويدعو لنظام علماني يجمع السوريين، ضمن دولة مواطنة عادلة

[5] January 20, 2023: During a roundtable discussion with Türkiye’s Foreign Minister Mevlut Cavusoglu and Ambassador to the U.S. Murat Mercan in New York, Global Justice hand-delivered a roadmap of 15 recommended executive steps to administer the eastern and northeastern regions in Syria, on behalf of Global Justice and Arab Democratic Alliance. A copy of this roadmap was also sent to the Syria Desk of the U.S. State Department in Washington, D.C. and the Turkish Embassy in Ankara.

[6] Lina Murad is a practicing interventional nephrologist in Washington DC. She was on the Board of the Syrian American Medical Society and has been involved in medical missions since 2012. Now she concentrates on improving medical education in NW Syria and in planning for the future healthcare of Syria through her work with the R4HSSS project with UK Kings College and through the National Health council that includes researchers and NGOs from all areas in Syria (NW, NE and regime areas)

She was a co-founder and first president of the Americans for a free Syria, the first SA lobby in the US and had testified in congress and at the Tom Lantus committee on the targeting of healthcare workers and infrastructure in Syria .

CESD

تأسس المركز عام 2003 في سوريا بجهود عدد من الكتاب والباحثين العرب، ثم توسع في نشاطه وعمله يغطي غالبية دول الشرق الاوسط وشمالي افريقيا، وفي عام 2015 بادرت ادارة المركز لاعادة هيكلة فريقها وتاسيس فريق عمل ينشط من نيويورك في الولايات المتحدة لهدف خدمة منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا The Center for Environmental and Social Development demonstrates a commitment to social justice through investigative journalism and human rights implementation. We strive to bring democratic change to the Middle East and North Africa. Emerging from a range of fields including philanthropy, political science, law, human rights, and medicine, we embrace collaboration in order to support peaceful and stable democratic movements across the MENA Region. Our efforts contribute to the foundation’s mission of creating a new culture in the region which is mainly based on the values of citizenship, democracy, and coexistence.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *