المقاومة أمام الجيش

المقاومة أمام الجيش
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

بقلم: عصام خوريالمصدر: الناس نيوز

رأي جميع الفرقاء السياسيين في لبنان، يمثل الجيش اللبناني المؤسسة اللبنانية الحيادية الوحيدة ضمن النظام الطائفي اللبناني، فالجيش لم يقتل المتظاهرين خلال احتجاجات العام الماضي، كما لم يقتل مناصري حزب الله وحركة أمل الذين هاجموا المتظاهرين، أيضا الجيش اللبناني يعمل وبشكل مستمر منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية على نشر حواجز تفتيش في الطرقات العامة، بغية إعطاء نوع من الهيبة المفقودة للدولة اللبنانية.

كما أن الجيش اللبناني مؤسسة تحوي جميع الطوائف اللبنانية، وهذا الأمر يشعر جميع اللبنانيين بنوع من الولاء له، ولكن هذا الجيش بات على شفير الهاوية، وهو ما عبر عنه قائد الجيش اللبناني جوزيف عون يوم 17 يونيو/حزيران 2021 عندما صرح (خسر الجندي اللبناني 80% من قيمة راتبه مقارنة بالعام 2019.. الشعب جاع، والشعب فقر… والعسكري جاع وفقر).

فعلياً الخسارة المالية جاءت من انهيار العملة اللبنانية، وهذا ما جعل راتب الجندي اللبناني يقارب 90$، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون منطقياً في ظل الواقع الاقتصادي المتردي في لبنان، حيث تبلغ متوسط أجرة المنازل “غرفتين” 450$ في الشهر الواحد.

طبعا جاءت تصريحات العماد جوزيف عون من باريس في مسعى منه لجلب دعم مالي للجيش، بالإضافة لوضع حد لكمّ الانتقادات التي يتعرض لها شخصياً من قبل مناصري حزب الله، كون الجيش يأخذ مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية.

ولكن من الهام جداً تحليل الواقع المالي للجيش اللبناني، فوفق موازنة الحكومة اللبنانية، وتفاقم الأزمة المالية في لبنان بغياب وجود حل، من المتوقع أن يتوقف الجيش اللبناني عن تسديد أجور موظفيه في نهاية أغسطس/آب 2021.

ولعل خطة الجيش والعماد عون البديلة، هي تحويل موازنة التسليح والصيانة، والمعدات إلى رواتب للجيش كي يستطيع الاستمرار بدفع رواتب الموظفين حتى نهاية العام الجاري. وفي الآن ذاته سيسعى لطلب المساعدة المالية من الدول الصديقة للبنان.

ولكن طلب المساعدة المالية للبنان هي مهمة رئيس الوزراء والحكومة اللبنانية، وليست مهمة رئيس الجيش، وفعلياً اشترطت الدول المانحة وعلى رأسها فرنسا، ألّا تقدم أية مساعدات للبنان في ظل الحكومة المؤقتة الحالية، وكان التوقع أن تتشكل حكومة جديدة بقيادة سعد الحريري، ولكن ذلك الأمر لم يتم بفعل المحاصصات الطائفية على تشكيل الحكومة.

لذا قد يظهر العماد عون بموقف مستقل عن الدولة اللبنانية، وقد تحصل مؤسسته بدون تنسيق مع الحكومة اللبنانية على دعم مالي، وبالتأكيد هذا الدعم المالي لن يكون بمثابة الهبة، بل سيكون مشروطا، وهنا علينا توقع الاحتمالات التالية:

1. احتمال غياب الدعم المالي: وهذا الاحتمال ممكن جداً ولكنه سيؤدي لخسائر كبيرة من أبرزها:

a. تفكك الجيش اللبناني، وتسرب الكثير من موظفيه نحو أعمال أخرى.

b. انضمام مقاتلي الجيش اللبناني الشيعة إلى المليشيات المدعومة من إيران.

c. غياب الأمن في لبنان، مما قد يخلق اضطرابات طائفية، وقد يهدد باشتعال الحرب الأهلية من جديد.

d. الفوضى قد تخلق مناخاً مناسباً لتنامي الإرهاب السني، ليكون طرفاً رادعاً للإرهاب الشيعي الممثل بحزب الله.

e. الحرب الأهلية قد تؤدي لنزوح قسم كبير من المسيحيين لخارج لبنان، حينها ستصبح الغالبية المطلقة للشيعة في لبنان.

f. تحول الاقتصاد اللبناني من الاقتصاد السياحي، إلى اقتصاد أمراء الحرب.

g. تحويل الحكومات اللبنانية إلى حكومات تصريف أعمال الهيمنة المطلقة فيها لحزب الله وحركة أمل.

2. وصول دعم مالي إيراني: عرضت الحكومة الإيرانية المساعدة المالية والعسكرية للجيش اللبناني في سنوات سابقة، ولكن الحكومة اللبنانية رفضت هذا العرض كي لا تزعج المانحين الأوروبيين والأميركيين، وفعلياً هذا الخيار إن تم سيعني تحول مؤسسة الجيش اللبناني إلى مؤسسة رسمية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهذا ما لا تريده واشنطن وإسرائيل، ولكن هذا الخيار قد يكون أحد الخيارات المرغوبة جداً من قبل إيران، وقد يضغط حزب الله عبر الجنرال ميشال عون وصهره جبران باسيل نحو تحقيق هذا الخيار. طبعا قد يكون هذا الخيار مكلف مالياً لإيران في الوقت الراهن، ولكنه استثمار طويل الأمد من أجل الحصول على كل لبنان، وقد يكون أمر تنفيذه ممكناً في حال فك الحجوزات المالية على الودائع الإيرانية في البنوك، بعد رفع العقوبات الأميركية عنها.

من هنا نرى أن هذا الخيار لا يمكن السماح به من قبل القوى السياسية المناصرة للمعسكر الغربي، وفي حال تم سيؤدي لا محالة لاشتعال الحرب الأهلية من جديد، فالدول الغربية قد تحول مساعداتها للجيش اللبناني نحو حزب القوات اللبناني، وتيار المستقبل لتكوين تحالف عسكري سني-مسيحي، يستقطب كل مقاتلي الجيش السنة والمسيحيين الذين قد سيكونون جيشاً مجابهاً لحزب الله، ومن الضروري أن تكون إدارة هذا الجيش ممنهجة من خبراء غربيين محترفين، وبهذا الشكل قد يشكل جيش مجابه لحزب الله يحقق انتصارات، أما إن غاب الخبراء العسكريون المحترفون فإن حزب الله قادر على احتلال كل لبنان وتحويله إلى مستعمرة شيعية.

3. وصول دعم غربي غير مشروط: الدعم الغربي غير المشروط عبارة عن مضيعة للوقت، فهذا المال صحيح أنه سيحافظ على هيكل الجيش اللبناني، ولكنه سيدفع السياسيين للاستمرار في تعنتهم بتشكيل حكومة لبنانية جديدة، وسيعني فرصة لحزب الله في تماديه في لبنان كما يفعل الآن، وكما يبدو البعض من الدول تسعى لتمرير هذا المشروع فمثلا بادرت قطر في 7 أغسطس/آب 2021 لإرسال أول شحنة مساعدات غذائية موجهة إلى الجيش اللبناني من قاعدة العديد الجوية في قطر، ضمن خطة لتزويد هذا الجيش بسبعين طناً من المساعدات شهريا لمدة عام.

4. وصول دعم غربي مشروط: بالتأكيد هذا الدعم يجب أن يكون مبنيا على قاعدة أن يتحول الجيش لمؤسسة تفرض هيمنتها على كل لبنان، ولكن هذا الخيار مستحيل بوجود حزب الله، وبوجود عناصر موالية لحزب الله داخل مؤسسة الجيش وداخل المؤسسات الأمنية التي باتت بعهده اللواء عباس إبراهيم الموالي لحزب الله، لذا على الأرجح لن يتم هذا الخيار، وإن تم فسيعني صدامات بين الجيش وحزب الله، ستؤدي في النهاية لاندلاع حرب أهلية. وفعلياً أعلنت السفيرة الأمريكية في بيروت دورثي شيا يوم 28 مايو/ أيار 2021، اعتزام بلادها تقديم 120 مليون دولار إلى الجيش اللبناني في مجال التدريب والوسائل الدفاعية، ولدعم قدرات الجيش في حماية حدوده الشرقية مع سوريا لهدف ضبط عمليات التهريب، ولكن تلك المساعدات لم تصل حتى الآن بسبب عدم وجود حكومة لبنانية.

5. تشكيل حكومة جديدة: في حال تشكلت حكومة جديدة من الضروري أن تفرز هذه الحكومة قرارات صارمة تجاه حزب الله، تعرّي آليات حصوله على الأموال والهبات المالية المقدمة له من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطلب أن تكون تلك الأموال خاضعة للنظام الضريبي اللبناني، واشتراط أن يكون هذا الأمر علنياً من أجل حل الأزمة المالية للبنان، وفي حال رفض حزب الله هذا الأمر من الضروري عزل وزرائه من الحكومة اللبنانية، وفعلياً هذا الخيار ممكن، وقد كان حزب الله خارج الحكومة اللبنانية قبيل حرب يوليو/تموز، حيث كان يسلم أصواته نحو نواب حركة أمل الموالية للنظام السوري، بينما كان يكتفي بعمله العسكري في الجنوب اللبناني.

بالتأكيد الخيار الخامس، لن يكون رادعاً لحزب الله، ولكنه سيقلص من نفوذه بشكل نسبي لحين خلق تفاهمات أميركية – إيرانية – روسية – فرنسية بخصوص هذا الحزب ، وفي حال لم يرضخ، فإن الاحتمالات الأربعة سالفة الذكر ستؤدي لا محالة لاندلاع الحرب الأهلية، وهي أسوء الخيارات لحزب الله سواء ربح فيها أم خسر.

CESD

تأسس المركز عام 2003 في سوريا بجهود عدد من الكتاب والباحثين العرب، ثم توسع في نشاطه وعمله يغطي غالبية دول الشرق الاوسط وشمالي افريقيا، وفي عام 2015 بادرت ادارة المركز لاعادة هيكلة فريقها وتاسيس فريق عمل ينشط من نيويورك في الولايات المتحدة لهدف خدمة منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا The Center for Environmental and Social Development demonstrates a commitment to social justice through investigative journalism and human rights implementation. We strive to bring democratic change to the Middle East and North Africa. Emerging from a range of fields including philanthropy, political science, law, human rights, and medicine, we embrace collaboration in order to support peaceful and stable democratic movements across the MENA Region. Our efforts contribute to the foundation’s mission of creating a new culture in the region which is mainly based on the values of citizenship, democracy, and coexistence.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *