العماد يترنح أم… الأنظمة العربية أقصته

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

 

يختلف تصنيف الشباب بين أمة وأخرى، فقد صنف الشباب العربي وفق تميز جامعة الدول العربية بالفئة العمرية المتراوحة ما بين (15_29عام) متخالفة مع تعريف الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وبرنامج الأورو-متوسطي الشبابي الذي حددها بالفئة العمرية (16_35عاماً). مما طرح الاستفسار حول طريقة هذا التصنيف.

إن الدول الغربية وخاصة تلك المعتمدة في دراساتها وتصنيفاتها على مراكز دراسات مختصة ومؤهلة ارتأت أن تحدد عمر “16عاماً” كعمر بداية هذه المرحلة نتيجة الدساتير فيها التي تلغي القصور عن الشباب وتسمح لهم بالانتخابات والمشاركة المجتمعية والسياسية.

في حين لم تساهم كثير من الأنظمة العربية بتحديد المشاركة السياسية والمجتمعية للشباب وحددت عمر هذه الفئة كما في السابق، فمملكة الكويت لم تسمح سوى العام الماضي بمشاركة المرأة في الحياة السياسية والانتخاب، بينما لم تسمح المملكة العربية السعودية للمرأة وفي مختلف أعمارها بقيادة السيارة كحد أدنى، في حين غالبية الجمهوريات العربية حددت عمر “18” كعمر مسموح للمشاركة السياسية والانتخاب، علماً أن غالبية الحكومات العربية الجمهورية تمتاز بمتوسط دخل متدني وبطالة عالية وأخرى مقنعة في فئة الشباب، مما يجعل قرار الشاب محكوم بكبير أسرته أو زعيم عشيرته أو رجل الدين المسؤول عنه في هذا العمر…

بينما الشاب الغربي يجد فرص عمل تتناسب وقدراته، مؤمنه فرص استقلاله عن أسرته، والتفرد باتخاذ القرار، خاصة وفق ظل حكومات علمانية اعتمدت احترام الدين، وعدم مشاركته تشريعياً.

ويمكن تصنيف الدول العربية من حيث مستوى البطالة إلى “المصدر:التقرير الإنمائي 2005لمركز التنمية البيئية والاجتماعية”:

    * فئة دول ذات بطالة متدنية: “تمتاز بسوق عمل جيد، وقدرات استثمارية عالية ومتنامية، وكثافة سكانية متدنية”: جميع دول شبه الجزيرة العربية باستثناء اليمن، ليبيا.
    * فئة دول غير مستقرة: “تمتاز بعدم استقرار أسواقها رغم غنى مواردها، وكثافة سكانية عالية”: العراق، الجزائر، السودان، فلسطين.
    * فئة دول  ذات بطالة عالية: “تمتاز بالكثافة السكانية، واستمرار الخصوبة السكانية، ضعف الاستثمار وعدم كفايته” جميع الدول العربية الباقية.

وقد استثنت هذه الدراسة دول القرن الإفريقي، لعدم توافر معلومات دقيقة، أو زيارات ميدانية لها.

 

ونتيجة هذه الدراسة نستطيع تصنيف الشباب العربي في ثلاث محاور:

الشباب العربي الخليجي والليبي:

يمتاز المجتمعين الخليجي والليبي بدور العشيرة في بناء الفرد، وتمكن الأسرة في حياة أبنائها حتى عمر كبير، فشيخ العشيرة هو الآمر ذو الكلمة الحاكمة، وإن تمايز هذا المفهوم بين عشيرة وأخرى، إلا أنه يشكل سمة المجتمعين، فرغم النهضة العلمية في عديد من المؤسسات والأكادميات التي وفرت ثقافة معرفية جيدة للشباب، إلا أن الشاب ومهما تطور علمه سيكون في مكانة أدنى من رئيس عشيرته، مما قوض كثير من إبداع الشباب وانطلاقه نحو آفاق لم تكن مقبولة مجتمعياً.

فالقيود في هذه المجتمعات وخاصة في المملكة العربية السعودية تبين مدى حدود الإبداع والتمكن من الأدوات، فكثير من المواقع الالكترونية محجوبة، كما أن استخدام الدوار للصحون اللاقطة أمر ممنوع، كما أن الكثير من حقوق المرأة والفتاة مغيبة.

مما يجعل مفهوم الحرية مفهوما مقيداً بقيود وبإشارات تتفاوت بين منطقة وأخرى يشرف عليها عالم دين قد يسمح بهذا أو بذاك شرعاً، أو إفتاءً.

ووفق هذه المنظومة الفكرية نلاحظ كمّ الإعاقات بالنسبة للشباب في هذه الفئة.

 كما أن كثير من الشباب الليبي الهادف والمتعلم والراغب في المشاركة السياسية والمجتمعية يصطدم باحتكار السلطة والجانب المدني من قبل مؤسسة القذافي الخيرية وحاشية الرئيس معمر القذافي. لذا يكون دور الشباب العربي دور تكميلي في سياسة الدولة سواء أكانوا مقتنعين أو رافضين لها، مما يغيب هذه الفئة ويجعلها بعيدة عن أخذ القرار، ومن هنا نشاهد هجرة كبيرة لشخصياتها العلمية والآكادمية نحو أوروبا والليبيين نحو ايطاليا بشكل أكبر.  

 

الشباب العربي في الفئة الثانية:

تمتاز هذه المجتمعات كسابقاتها بدور العشيرة في اتخاذ القرار، إلا أن واقعها الغير مستقر وخاصة في العراق، جعل هذه الدول مورد رئيسي لهجرة الشباب، فغالبية الأسر والعوائل تسعى لإيجاد فرص لأبنائها خارج هذه البلاد، متناقضة مع سلوك أسر وعشائر الفئة الأولى. مما جعل الشاب فيها مشتت في أرض غير أرضة، ومن غير الشرعي له اتخاذ القرار والمشاركة السياسية والمجتمعية فيها، في حين يستمر دور الشباب المقيمين داخل دولهم في تأمين الآمان والقوت اليومي لأهاليهم أو العكس حسب المكان والاستقرار فيه.

وفي ظل غياب استقرار حقيقي في هذه البلدان يشاهد ثقافات وآراء شتى في الشوارع مدعمة من قبل مدارس دول مختلفة وذات مصلحة، ويكون الشاب فيها متلقي لكن غير صانع، وغير مخول بالقبول أو الرفض. وهذا نراه بشكل كبير عند الشاب السوداني، بينما اختار الشاب الجزائري المتحرر نوعاً ما من السلطة القبلية الهجرة نحو فرنسا بحثاً عن فرص عمل أفضل، بدل المشاركة في اتخاذ قرار بين حكومة عسكرية تتصارع مع الإسلاميين المتطرفين.

 

الشباب في الفئة الثالثة:

وهم اكبر فئة شابة في العالم العربي، والأكثر هجرة وتتواجد بينهم نخب جيدة جدا وقدمت معطايات ميزتهم دون دولهم في الخارج،وبخاصة الشباب اللبناني والسوري والمصري. وهذا إن دل على شيء فإنه يدلل على تخلف المنظومة الاقتصادية والسياسية في بلدانهم التي لم تتمكن من الاستفادة من طاقاتهم، وتوظيفها في مشاريع إنماء وتحديث، رغم ترديدها الدائم بضرورة التحديث والتطوير. ولم توفر أنظمة الدول العربية من وسائل تقييد إبداع الشباب العربي واستنزاف فترة نتاجه الرئيسي في مشاريع عسكرة الجيش والتطوع والخدمة الإلزامية التي أدت لإخماد ثورة الإبداع من خلال كسر نفسية الشاب بالقيود العسكرية والألفاظ النابية وغياب ثقافة النظافة بحجج وجود الحرب مع العدو الإسرائيلي والإمبريالية العالمية، مما أخر مشاريع التطوير المؤسساتي وغيب الممارسة السياسية والمجتمعية بين جميع فئات الشعب، فما كان من الشباب سوى الهجرة هربا من الواقع الاقتصادي المتدهور.

في حين ساهمت الحرب الأهلية في لبنان في فرار أسر بأكملها نحو المهجر، والباقي من الشباب اللبناني موزع بين بنيوية مجتمعية طائفية محكومة بقيود شرعها المشرع في دستور طائفي ويحمل اسم الطائف. في حين لم يتخلف شباب المغرب العربي في التطلع نحو شعاع أوروبا الجارة، مع بطئ عمليات التطوير والاستثمار والنمو السكاني الكبير، فتراكم المهاجرين المغاربة في ضواحي المدن الفرنسية، متشاركين مع جيرانهم الجزائريين ظروف سكن سيئة وخدمات متدنية لكنها تظل أفضل من العيش في بلدانهم.

 

ومن خلال هذا الاستعراض السريع نجد أن النظم الطوباوية الأبوية للعشيرة المتمثلة بأعرافها الغير قابلة للنقض أو الطعن، والنظم السياسية للحكومات العربية وغياب مراعاتها لمصالح وتطلعات شعوبها مثلت الأسباب الرئيسية في تغيب دور الشباب عن المشاركة المجتمعية والسياسية الإنمائية في البلدان العربية.

ومن دون أدنى شك شكل التراجع العلمي والمعرفي والأكاديمي دوراً لاحقا في تأخير المطالب والثورات على هذه الأنظمة، فغالبية المناهج العلمية متخلفة عن تطورات العلم، وتبتعد عن الجانب التطبيقي وتكتفي بالجانب النظري، مما نشط العلم الإنسانية على حساب العلوم التقنية، ورافق مناهج العلوم الإنسانية عبارات التمجيد لسياسة الدولة، فمادة الثقافة القومية رافقت الطالب العراقي والسوري طوال فترة دراسته حتى الجامعة، مما جعل هاجس الإنسان المخابراتي يعيش بين صفحات الكتب التعليمية وبين جدران الصفوف، فلباس طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في سوريا على سبيل المثال وحتى قبل ثلاثة أعوام كان اللباس العسكري، وكانت مادة التربية العسكرية مادة مقررة وذات مجموع في الامتحان النهائي.

كما طوعت الأنظمة العربية الكثير من رجال الدين في دعم توجهاتها، وتبرير تكاسلها،  فكان أي تطوير واضح في سياسة الأنظمة ناجم عن مطالب خارجية من دول القرار، مما أشعر الشاب بالقطيعة بين الفكر الذي ترعرع عليه والقائم على القومية العربية والإسلامية وعدم التهاون مع الاستعمار والإمبريالية، ورضوخ دولته السريع مع هذه الإملاءات الواضحة والمباشرة.

مما دفع العديد من الشباب للتصوف أو الانضمام للحركات الجهادية التكفيرية كرد فعل على واقع الأمة العربية والإسلامية خصوصاً، فتعددت التنظيمات المسايرة لتوجه القاعدة وباتت شخصية وخطب الشيخ أسامة بن لادن مادة متداولة بين الشباب، يشاركها خطب علماء الأزهر، والأفلام التسجيلية لمقابلات عمرو خالد، وساهم هذا التوجه الديني لخلق فضاءات شباب طائفيتي بين الشيعة والسنة في العراق والبحرين والسعودية ولبنان، وبين الأقباط والمسلمين في مصر، وبين المسيحيين والمسلمين في السودان، وبين العلمانيين والإسلاميين المتشددين في فلسطين والجزائر… مما جعل حال عماد الأمة “الشباب” حال الضائع والمشتت.   

واليوم تتوجه السياسة العظمى والقوى الأكبر في العالم “الولايات المتحدة الأميركية” في مساعي لتغيير المناهج العلمية العربية، وإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق معايير تتماشى مع انتصارها في الحرب الباردة، مؤكدة نظرية أن نهاية أي حرب عالمية  سيكون واقعها تغيير في خارطة الشرق الأوسط، بينما تحاول الدول العربية إيجاد توازنات تضمن من خلالها استقرار ممالكها وجمهورياتها،

بينما يتلقط الشباب آراء إعلامه الرسمي والإعلام العالمي والآخر الشبه مستقل بعجز حقيقي عن أداء أي تصرف، وهذا لسبب واحد أنه غير مشارك في أخذ القرار كما لم تهيئه حكوماته في أن يحاول اتخاذ القرار، فالحكومات العربية تأخذ دور الأب لشعوبها وهي لا تراعي أن قرار هذا الأب قد يكون أحياناً حكيماً وأحياناً أخرى رديئاً.

 

عصام خوري

منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية

http://www.etccsy.com/

ومنسق لعديد من اللقاءات الشبابية الأورو-متوسطية والعربية

 etccsy@hotmail.com

Mob: +96393762946

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *