الشباب والثقافة الأورو-متوسطية

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

يعد البحر المتوسط جسر التواصل الحضاري بين إمبراطوريات ودول العالم القديم، ويلاحظ ذلك من خلال تأثر حكايات الآلهة الوثنية القديمة ببعضها على ضفتي المتوسط “فآلهة الإثارة الأنثوية أليزا عند المصريين وعشتار الرافدية السورية وعناه الكنعانية السورية والتي لقبت بالعذراء من جانب الميدا، نراها إفروديت عند الإغريق وفينوس عند الرومان من جانب اليورو”
حيث يلاحظ أن الفينيقين البحارة السوريين القدماء حملوا آلهتهم بعل “أدوني” في أسفارهم حيث اغرم بها اليونان وزاوجوها بآلهة الحب والجمال أفروديت، مع إضافة الحرف “س” لاسمه فكان “أدونيس”.
ويلاحظ التشابه الكبير بين كل من أساطير(“أيزيس وأوزوريس” المصرية، و”ادونيس وأفروديت” الإغريقية، و”بعل وعناة” الأوغاريتية الفينيقة”.
كما إن منشأ الفكر الوحداني للإله يعود لديانة آتون الفرعونية، وبعدها توالياً للديانة الموسوية “العبرانية اليهودية” على أرض كنعان ومنها لإمبراطورية الخزر في أوروبا، وصولاً للمسيحية بفروعها “المشرقية والكاثوليكية والبروتستانتية المنشقة عن البابوية” والإسلامية المنتشرة حالياً في غالبية الدول العربية وبنسب بسيطة في بعض الدول الأوروبية.
ويعد تناقل الرموز الوثنية المشجعة على عبادة الطبيعة وجعل آلهة في كل ممارسة طبيعية للإنسان، واستخدامها حاليا في فنون العمارة من أهم نواتج التمازج الحضاري بين شعوب اليور والميدا “فالهرم الفرعوني في الجيزة يماثله حالياً هرم متحف اللوفر في باريس”، وشعار الصليب المتساوي الأطوال شعار السلام والتعايش الكنعاني الذي نقله فرسان الهيكل لأوروبا نراه الآن رمز على علم دولة سويسرا الحيادية”.
كما تعد أوروبا ومناطق تونس والمغرب ومدن سوريا الحالية والعراق ومصر من أول الدول التي حضنت الجالية العبرانية المهاجرة من أورشليم المخربة، وتعد هذه الدول الملاذ الحقيقي لتحقيق شريعة اليهودية في التوراة “حيث نصت تلك الشريعة إلى هجرة اليهود إلى مختلف أصقاع الأرض دون عودة للتجمع”، وهذا يمثل التماذج والترحال الدائم بين مختلف القوميات والشعوب في المنطقة. ولا ريب في أن نجمة داود منتشرة جداً كرمز في اغلب الجمعيات السرية الماسونية المنتشرة في أوروبا حيث أن هذه النجمة المشرقية المصدر تمجد الطبيعة وضرورة الحياة، فهي عبارة عن تركيب مثلثين الأول ويمثل آلهة الخصوبة الأنثوية “المثلث ذو الرأس للأسفل” والثاني يمثل آله الخصوبة الذكرية “المثلث ذو الرأس للأعلى” وهذا عند الرموز المصرية القديمة، مما يجعل نجمة داوود رمز الحياة والطبيعة ورمز لمختلف محبي الطبيعة.
كما أن رمز الصليب الدموي الذي سجي جسد المسيح عليه اعتنقته الإمبراطورية الرومانية على عهد الإمبراطور قسطنطينوس، مما يدلل على عمق الأثر الثقافي المشرقي “دول الميدا” في دول أوروبا، تلك الدول التي تصارعت طويلاً مع الدول الإسلامية المتعاقبة على المنطقة وخاصة بيت المقدس منها.
ولا ريب أن الثقافة العمرانية الإغريقية والرومانية أرخت الكثير من معالمها وقلاعها ومسارحها في عمارة منطقة الميدا، وبالمقابل ساهمت فنون الأرابيسك والفسيفساء الإسلامية وهندسة الحدائق في زرع روح مشرقية جميلة في شوارع الأندلس وتركيا.

برنامج اليورو-ميدا:
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتخبط حلف الأطلسي في حروب خارجية تحت عنوان “درئ الخطر الخارجي”، أدرك ساسة الدول الأوروبية الساعية جدياً في مشروع الإتحاد الأوروبي ضرورة إعادة العلاقات التاريخية مع دول الميدا خاصة ومع ازدياد النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإطلاقها لمشروع الشرق الأوسط الكبير، المتزين بعنوان زرع الديموقراطية في العالم العربي. ومن هنا أطلق الأوروبيون عدة مشاريع مساعدات ومنح للدول العربية وآخرها مشروع اليورو-ميدا الذي يهتم بمختلف جوانب الحياة الاقتصادية والثقافية والجندر. وفي الرابط التالي مجمل عن البرنامج:
http://www.etccsy.org/modules/news/article.php?storyid=25

وفي الرابط التالي، مقال يتحدث عن علاقة المجتمع المدني السوري بالبرنامج بالإضافة لجملة عن مختلف المعاهدات بين الجوانب الأوروبية والعربية:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=23716

برنامج اليورو- ميدا الشبابي:
بما أن الشباب هو العنصر الفاعل للمستقل توجهت المفوضية الأوروبية لإطلاق مشروع شديد الأهمية وهو مشروع الشباب الذي يتناول فرص دمج الشباب الأوروبي بشباب الميدا، وذلك وفق ما ترتئيه المنظمات العضو في هذا البرنامج. ولعل مركز التنمية البيئية والاجتماعية من أوائل المنظمات العربية الساعية لهذا البرنامج، حيث قدمت اقتراح لتفعيل منتدى شبابي أورو-متوسطي وذلك في مؤتمر نابولي للمنظمات المدنية28-30/11/2003 السابق لمؤتمر وزراء الخارجية.
وأقيم مكتب التنسيق الشبابي الأورو-متوسطي في جزيرة مالطا، وتسلم إدارته الشاب جوفاني بوتيجيج، وأقيم موقع خدمي على الويب عنوانه: www.euromedp.org
يقدم من خلاله فرص التعارف بين مختلف المنظمات الشبابية وذلك عبر عدة برامج، كما يعد مكتب عدة لقاءات لتفعيل المنظمات وتعزيز التشارك، أتم منها ثلاثة حتى الآن وكان لمركز التنمية البيئية والاجتماعية التمثيل في منتدى بودابست اللقاء الثاني.

لقاء بودابست 22-26/10/2004
المنظمات المشاركة من الدول التالية:
جانب الميدا: الجزائر، مصر، تونس، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين.
جانب اليورو: تشيكسلوفاكيا، أستونيا، هنغاريا، إسرائيل، لاتفيا، لتوانيا، الدنمارك، بولندا، سلوفاكيا، تركيا، مالطا، ايطاليا.

نهوض أية شراكة يجب أن يقومه مصالحة بين مختلف الفرقاء، هذا الأمر سعت له المفوضية مع الدول التي تعاني نزاعات فيما بينها “ايرلندا& إنكلترا”، “الدول العربية& إسرائيل”، “جمهوريات يوغسلافيا السابقة”، “تركيا& اليونان”. بالإضافة لتركيزها حول مواضيع تماذج الثقافات “الدينية، والعلمانية” بين المجموعتين. ولعل لقاء بودابست حمل في جعبته روح التلاقي بين الدول المنشقة عن الاتحاد السوفيتي السابق بصورة خاصة والدول العربية وممثلين عن إسرائيل الدائمة المشاركة في كافة المنتديات.
حمل هذا اللقاء نشاطات عدة تتجلى في التعريف ببرامج اليورو-ميدا للشباب “Action 1-6″، بالإضافة للقاءات المسائية التي تتمثل ب “تبادل الأطعمة الشعبية من مختلف البلدان، تعليم الرقصات الفلكلورية، والتزين باللباس الشعبي لكل بلد”، “عرض نشاطات المنظمات المشاركة في بلدانها، واقتراح أهم الفاعليات في المستقبل، توزيع البرشورات والعناوين على الويب، وعرض صورة عن كل بلد مشاركة والحديث عنها لمدة حوالي 10 دقائق هدف نحو تفعيل السياحة والتعريف بالبلدان وحضارتها وثقافتها.

إن برنامج الشباب على الرغم من بساطته إلا أنه عميق الأثر في خلق جيل جديد مفعم بالنشاط والتماذج الحضاري والإنفتاح هدفاً نحو تحقيق ما لم يحققه الكبار من الشخصيات المعروفة في مجالات العمل المدني، علينا النظر بجدية نحو هذا البرنامج لأنه يكسب أعضائه فرص القيادة والشخصية الكارزميه التي تسعى لأجلها جميع المؤسسات وفي كافة القطاعات.

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *