فورين بوليسي: حرب الظل السعودية

فورين بوليسي: حرب الظل السعودية
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

“تتجه المملكة إلى باكستان لتدريب ثوار سوريا. شراكة جرت على نحو خاطئ جدا في أفغانستان. فهل يعيد التاريخ نفسه؟”

مقال من ديفيد كينر
فورين بوليسي، 6/11/2013

Free Syrian Army soldiers in Idlib

بيروت – المملكة العربية السعودية بعد فقدانها إلى حد كبير أملها في قيادة الولايات المتحدة الجهود الدولية لإسقاط نظام الأسد، تشرع الآن في جهد رئيسي جديد لتدريب قوات الثوار السوريين. ووفقا لثلاثة مصادر على علم بالبرنامج فقد أدرجت الرياض مساعدة من مدربين باكستانيين للقيام بذلك.

دعمت المملكة العربية السعودية وباكستان جنبا إلى جنب مع وكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية الثوار الأفغان ضد الحكومة المدعومة من الاتحاد السوفييتي خلال الثمانينات. وقد تضمن هذا التعاون مذكرة تحذيرية للأيام الحالية: بأن الثوار الأفغان لم يكونوا قادرين على استلام الحكم بعد سقوط النظام القديم، مما مهد الطريق للفوضى وصعود حركة طالبان. وفي الوقت نفسه انضم بعض الثوار إلى تنظيم القاعدة وحولوا أسلحتهم باتجاه قادتهم السابقين.

وفي الوقت الذي تمت فيه مناقشة خطر ارتداد ذلك على الرياض، وصف سعوديون كانوا على معرفة ببرنامج التدريب وصفوه بأنه مضاد للتطرف وليس سببا محتملا له. كما وصفوا جهود المملكة بأنها تسعى إلى هدفين هما إسقاط النظام، وإضعاف جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في البلاد. وقال الأمير تركي بن فيصل آل سعود، رئيس المخابرات السعودي السابق والمبعوث إلى واشنطن، في مقابلة أجريت معه مؤخرا إنه لا بد من تعزيز التيار العام للمعارضة كي تتمكن من حماية نفسها من هؤلاء المتطرفين الذين يأتون من كل مكان لفرض أيديولوجياتهم على سوريا.

وقد حُفزت الجهود السعودية المتسارعة بخيبة الأمل إزاء الولايات المتحدة. يصف أحد المطلعين على البرنامج تصميم الرياض على المضي في تحقيق خططها، بعد التوصل إلى استنتاج بأن الرئيس باراك أوباما ببساطة ليس مستعدا للتحرك بالقوة لإطاحة الأسد، بقوله “نحن لا نعلم ما إذا كان الأمريكيون سيقدمون الدعم أم لا، ولكن لم يأتِ شيءٌ حتى الآن… ما نعرفه هو أن الرئيس لا يرغب بذلك”.

يظل الدور الباكستاني حتى الآن صغيرا نسبيا، وقد علمنا من مصدر آخر مطلع على الفكرة السعودية أن الخطة التي تجري مناقشتها حالياً تقوم على تكليف باكستان بتدريب لوائين من الثوار، أو حوالي 5 إلى 10 آلاف مقاتل. وكان الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد صايغ قد أشار إلى استخدام مدربين باكستانيين، وكتب أن السعوديين يخططون لبناء جيش من الثوار السوريين بتعداد 40 إلى 50 ألف جندي تقريبا.

وقال المصدر السعودي المطلع: “إن السبيل الوحيد الذي سيضطر الأسد للتفكير بالتخلي عن السلطة هو أن يواجه تهديد قوة مسلحة حقيقية”.

وقد رفض مسؤول في وزارة الخارجية التعليق على البرنامج التدريبي السعودي.

إن قرار السعودية في المضي في تدريب الثوار السوريين بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، هو الدليل الأحدث على وجود انقسام بين الحليفين منذ فترة طويلة. وفي الشأن السوري، ظُلِمت السعودية في قرار واشنطن بإلغاء الضربة على نظام الأسد انتقاما لهجومها الكيميائي على ضواحي دمشق هذا الصيف. وقال مسؤول سعودي رفيع المستوى لصحيفة واشنطن بوست إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان لم يكن على علم بإلغاء الضربة. “لقد علمنا بذلك عن طريق السي أن أن”.

ونتيجة لذلك، فقدت السعودية الأمل في أن تقود الولايات المتحدة الجهود الساعية للإطاحة بالأسد، وقررت أن تمضي في خططها لتعزيز قوات الثوار. ويعتمد هذ الجهد على شبكة من حلفاء السعودية إلى جانب باكستان، مثل الأردن والإمارات العربية وفرنسا.

وعلى نحو ما ذكره صايغ في ورقته لكارنيغي، تسعى السعودية إلى بناء “جيش وطني جديد” للثوار- قوة “بأيديولوجية سنية معلنة” يمكنها كسب النفوذ في عموم جماعات المعارضة السورية. وبالإضافة إلى البرنامج التدريبي في الأردن، فقد ساعدت المملكة العربية السعودية أيضا في تنظيم وتوحيد ما يقارب 50 كتيبة من كتائب الثوار في “جيش الإسلام” تحت قيادة زهران علوش، القائد السلفي ابن رجل دين يعيش في السعودية.

ونظرا لتصاعد “أسلمة” قوات الثوار على أرض الواقع، يقول محللون إنه من المنطقي أن تلقي السعودية بثقلها لدعم المجموعات السلفية. وكما قال شارلز ليستر، من مركز آي إتش إس جين للتمرد والإرهاب، فإن ما يحدث “أن هذه المليشيات هي المنظمات الأقوى استراتيجيا على الأرض… وإذا كانت السعودية تتبع مثل هذه الاستراتيجية… فإنها يمكنها أن تصبح لاعبا أساسيا في الصراع”.

وبدعوتها باكستان للمساعدة في إسقاط الأسد، فإنه يمكن للسعودية أن تعتمد على تحالفها العميق مع إسلام أباد. فقد تشارك البلدين على المدى البعيد في علاقات دفاعية: وفقا لضابط المخابرات السابق بروس ريدل قدمت السعودية مساعدات لباكستان أكثر من أي دولة غير عربية، كما تزعم أنها دعمت برنامج إسلام أباد النووي. وفي المقابل، نشرت باكستان قواتها على أرض المملكة العربية السعودية لمرات عديدة على مدى ثلاثة عقود لحماية قبضة العائلة المالكة على السلطة.

رئيس الوزراء نواز شريف المخلوع من السلطة عام 1999 عن طريق انقلاب، نجى من السجن بوساطة سعودية، كما يدعي السعوديون. وقد قضى شريف السنوات السبعة التالية في المنفى، وغالبا في السعودية. يقول عارف رفيق، باحث مشارك في معهد الشرق الأوسط: “بالنسبة للسعوديين، شريف هو شريك رئيسي في دولة حليفة رئيسية”.

ولكن على الرغم من التعاون الوثيق في الماضي، قد تجد السعودية حلفاءها القدامى يشعرون بالاستياء تجاه طموحاتها الهائلة في سوريا. وقد أكد مصدر باكستاني واحد ذو روابط قوية بالأوساط العسكرية أن السعودية طلبت مساعدة من أجل سوريا خلال الصيف، لكنه رأى أن القدرات والمصالح الباكستانية لم تكن تفضي إلى جهد شامل لتدريب الثوار.

باكستان غارقة أصلا في العنف الطائفي الخاص بها، كما لا يمكن إغفال علاقتها مع إيران، في الوقت الذي تتركز فيه سياستها الخارجية على المفاوضات مع طالبان بشأن مستقبل أفغانستان وتنافسها الطويل مع الهند. يقول المصدر: “جدولهم مليء بالفعل… وحتى لو رغبوا بذلك، لا أعتقد أنهم سيكونون قادرين على تقديم الكثير من المساعدة الملموسة.”

وقد ورد أيضا مرارا أن الحكومة الأردنية تبدي ارتيابا إزاء وجود جيش كبير من الثوار السوريين على أرضها. ووفقاً لصايغ، فإن الخطة السعودية الطموحة تتطلب مستوى من الدعم من عمان، “التي تعارضها المؤسسة الأمنية والعسكرية والتي من غير المرجح أن تنفذ”.

وكما يوسع السعوديون جهودهم لإسقاط الأسد، يقول محللون إن التحدي الرئيسي لا يكمن في إلحاق خسائر تكتيكية بالجيش السوري، ولكن في تنظيم قوة متماسكة تستطيع أن تنسق أعمالها في جميع أنحاء البلاد. وبعبارة أخرى، إذا كانت الرياض تأمل بالنجاح حيث فشل الآخرون فإنها بحاجة إلى جهود سياسية لإقناع جماعات الثوار المفتتة، ورعاتهم المتنازعون في الخارج، للعمل معا لتحقيق هدف مشترك.

إن قول ذلك أسهل من القيام به. يقول ديفيد أوتاوي، الباحث في مركز ويلسون الذي كتب سيرة الأمير بندر: “إن أكبر مشكلة تواجه السعوديين الآن هي ذاتها التي تواجه الولايات المتحدة وفرنسا وأي شخص آخر متهم بمساعدته للثوار: تفتت الثوار إلى جماعات تقاتل بعضها البعض من أجل الهيمنة المحلية والإقليمية بدلا من التعاون معا للإطاحة بالأسد… هل ستتمكن السعودية من إجبار مجموعات الثوار على التعاون؟ لدي شك في ذلك”.

(المصدر: مركز مسار الإعلامي)

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *