هل المسيحيون بحاجة الى "حزب الله"؟

هل المسيحيون بحاجة الى "حزب الله"؟
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

بعد قطع داعش رؤوس الأقباط في ليبيا وخطف الأشوريين في سوريا، هل سيغيّر المسيحيون المناهضون لـ”حزب الله” في لبنان موقفهم من الحزب؟

christians-and-hazbollah

الثلاثاء الماضي، هاجم تنظيم داعش مجموعة من قرى الأشوريين، فحرق مقاتلوه كنيسة في شرق سوريا، وخطفوا ما لا يقلّ عن 220 شخصاً من قرى مسيحية. والأسبوع الماضي، نشر داعش فيديو يصوّر فيه عملية قطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً في ليبيا.

يدلّ هذان الحادثان- بالاضافة الى حوادث أخرى بينها فرض قواعد اسلامية صارمة على المسيحيين في الرقّة وتعذيب آخرين في كنائس في العراق- على جهد داعش المتواصل لاستهداف المسيحيين في المنطقة. علماً أن مسيحيي لبنان لم يُستهدفوا من قبل المجموعات المتصلة بداعش. غير أنّ هذه المجموعات اعتدت على المناطق الشيعية التي يسيطر عليها “حزب الله”.

رغم ذلك، فقد ادّعى أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله في خطاب له العام الماضي إنّ حزبه يحمي المسيحيين اللبنانيين من الإرهاب. وما لبث فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار في تشرين الأول الماضي أن رفض ما قاله نصرالله قائلاً: “المسيحيون ليسوا بحاجة الى “حزب الله” لحمايتهم”.
إلاّ أنّه نُقل عن بعض المسيحيين اللبنانيين مؤخراً شعورهم بالمزيد من الخوف من تهديدات داعش.

“داعش يقتل ويخطف المسيحيين في كافة أنحاء المنطقة. وحتى الآن لا شيء يؤكد بأنهم لن يهاجموا مسيحيي لبنان أيضا”، قال ربيع، وهو مسيحي يعيش في الشياح، مضيفاً: “للأسف فإن الجيش اللبناني غير مدرّب ولا مجهّز بالشكل الكافي لحمايتنا من داعش عندما يأتي، لم نكن يوما معرضين للخطر كما نحن اليوم ونحن بحاجة الى حماية بشكل طارئ”.

بدوره يقلّل نبيل أبو منصف، الكاتب في صحيفة “النهار”، من أهمية الخطر الذي يتهدد مسيحيي لبنان، لكنّه يعترف في الوقت نفسه بوجود مسوّغات لهذا الخوف في أوساط المسيحيين. “إنّ خوف المسيحيين على وجودهم في الشرق الأوسط موضوعي وواقعي، لكنّه لا يبرّر الهلع الذي يشعر به بعض المسيحيين”، كما قال بو منصف لـNOW. “إن ما يحدث في العراق وسوريا أظهر مدى اهمال المسيحيين في العالم. فمن جهة، الزعماء العرب لا يقدّرون قيمة المسيحيين في بلدانهم، ومن جهة أخرى، لا يبدو أن البلدان الغربية تعتبر حماية الأقليات في المنطقة من أولوياتها. المسيحيون في لبنان سيكونون خُرق إن لم يخافوا في مثل هذا الوضع”.

في تشرين الأول 2014، بيّنت دراسة أجراها مركز بيروت للأبحاث والاعلام أنّ قرابة ثلثي المسيحيين اللبنانيين يعتقدون أن “حزب الله” يحمي البلد من داعش.

أما النائب عن حزب الكتائب إيلي ماروني فقال لـNOW إنّ “مسيحيي لبنان خائفون لأن الصراعات بين زعمائهم والفراغ الرئاسي وضعاهم في موقف ضعيف”. لكن القادة المسيحيين في 14 آذار لا يوافقون على أنّ “حزب الله” هو الذي يبعد الخطر عنهم. “لا شيء يمكن أن يحمي المسيحيين أكثر من وجود دولة لبنانية قوية”، قال ماروني، مضيفاً: “نحن لا نؤمن بالأحزاب المسلحة أو بالميليشيات. فإذا ما اعتقد بعض المسيحيين- الذين تعرضوا لغسيل دماغ على الأرجح-  في مرحلة ما اتسمّت بالخطورة ونتيجة لمخاوفهم، بأنّ “حزب الله” يحارب داعش، فهذا لا يعني بأن الأمر صحيح. نريد أن يتولى الجيش اللبناني وحده حماية الحدود ومحاربة الارهاب”.

من جهة أخرى، لا تجد بعض السلطات الدينية المسيحية أن هناك فروقات بين أبناء طائفتها وباقي المواطنين اللبنانيين. وبالفعل يقول الأب عبدو أبو كسم، رئيس مركز الاعلام الكاثوليكي في لبنان، إن الخوف لا يقتصر فقط على المسيحيين، فـ”أي اعتداء على أحد الطوائف الـ 18 التي يتألف منها لبنان يُعتبر اعتداء على الطوائف الباقية أيضا”، مضيفاً لـNOW: “وحدتنا هي التي تحمينا، والحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يقوّي موقف المسيحيين في لبنان. من المهم أن نواجه تهديدات داعش موحّدين وأن نضع كافة خلافاتنا جانباً”.

هكذا قد يشعر مسيحيو لبنان أنهم أكثر عرضة لتهديدات داعش، ولكنّهم لا يوافقون جميعا على الدور الذي يلعبه “حزب الله”.

“داعش يشكل خطرا، ولكن الاعتقاد بأن “حزب الله” هو الفريق الذي يحمينا من الارهاب مصدر لخطر أكبر”، قالت تانيا، 35 عاماً، من سكان المتن، وتابعت: “داعش يسرق حياة الناس من خلال قتلهم، و”حزب الله” يسرق حياتنا من خلال منعنا من بناء دولة ديمقراطية مستقرة وقوية. وبدون وجود مثل هذه الدولة المستقرة، لن يكون لدينا ما نحيا لأجله. في رأيي أنّ “حزب الله” لا يقلّ ولا بأي شكل من الأشكال خطورة عن داعش”.

بالاضافة الى ذلك، فقد شكّل الحوار الذي بدأ بين “حزب الله” وتيار المستقبل في كانون الأول 2014 مصدر قلق لبعض داعمي 14 آذار. إذا يسأل أنطوان من سن الفيل “ماذا لو أنّ الحوار أدّى الى شكل من التحالف بين الحزبين، وغيّر سعد الحريري موقفه من حزب الله؟ هل ستبقى 14 آذار قادرة على الحفاظ على الموقف نفسه من حزب الله؟”.

في 14 شباط، خلال الاحتفال بذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، انتقد سعد الحريري “حزب الله”، واستراتيجيته الاقليمية والعديد من تدخلاته لا سيما في سوريا والبحرين. وعليه يمكن القول إنّ الحوار لا يعدو كونه وسيلة لإيجاد أرضية مشتركة بين الفريقين. “أتينا للحوار من أجل حماية لبنان لأنّ لبنان أهم منّا”، قال الحريري خلال حفل إحياء ذكرى والده.

وتشعر شخصيات مسيحية أخرى من 14 آذار أنّ “حزب الله” لا يقوم بحماية المسيحيين في لبنان. حيث قالت لـNOW أنطوانيت جعجع، مسؤولة الاعلام في مكتب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، إن “اعتبار أنّ “حزب الله” يحمي المسيحيين في لبنان هو بمثابة تبرير خطأ بخطأ أكبر”.

وترى جعحع أنّه لو أنّ “حزب الله” لم يتدخّل في الحرب السورية، لما كان المسيحيون فقط بل الشعب اللبناني بأكمله بمأمن من الخطر الذي يهدّد المنطقة، وأضافت: “المسيحيون جزء من الدولة اللبنانية، ولكن “حزب الله” يريدهم أن يشعروا بأنهم ليسوا جزءا منها. فحتى لو كان مسيحيو لبنان قلقين اليوم أكثر من ذي قبل، فإنّ وضعهم ليس سيئاً جداً كما يُصوّر لهم”.

مع اتفاق أغلبية القادة المسيحيين على أنّ الطريقة الوحيدة لحماية لبنان هي عبر انتخاب رئيس للجمهورية، فهم يضعون آمالاً كبيرة على الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. “إنّ الوضع الداخلي الرديء خطر بالنسبة للبنان بقدر خطورة التهديدات الخارجية”، ختم أبو منصف.

(المصدر: .NOW)

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *