حكايات علمانية الجزء الأول… عمر بوغور

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81
حكايات علمانية الجزء الأول… عمر بوغور

 

رغم وجود العديد من الكتاب والصحفيين المعارضين أو الموالين لكن الذين سخروا أقلامهم لقضايا الاجتهاد أو النقد الديني غاب عن الساحة الثقافية السورية، الحكايا الشعبية التي يتداولها العلمانيون في خلواتهم، ولعلها بحق حكايا من الجدير تدوينها، لتكون مثار جدل لطيف يبين التنوع والغنى الحضاري السوري بأطيافه جميعاً.

من هذه المقدمة سنبدأ بسلسة حكايا علمانية:

الشخصية الأولى منها ستخصص  لمدرس ابتدائي متواضع جدا، لديه أربعة أولاد ويعتمد على مساعدات والده في تدبير أمور أسرته خاصة وأنه يسكنان في منزل واحد من قرية قضاء جسر الشغور.

 

عمر وشيخ جامع الجانودية:

تكثر في بلدية الجانودية مدارس الدين الإسلامية، وتنامي ظاهرة الردة الدينية.

إلا أن المدرس عمر يظل شخصية محبوبة من قبل الطلبة رغم انتشار أخباره للجميع بشرب الخمر وعدم الذهاب للصلاة.

وبدأت الحكاية عندما حلف والد عمر الملتزم دينيا يميناً بالطلاق أن يذهب للجامع وبرفقته عمر بعد عودته من العمرة. وطبعا تمنّع عمر عن الذهاب، إلا أن جميع صحبه ومن في الأسرة تدخل، وخاصة والدته، وتحت واقعه الاقتصادي قرر الذهاب.

مما دفع عموم أسرته أن تدخل الجامع، والكثير من طلبته حوله، والجميع يراقبه، وهو لا يعرف الصلاة ويجلس مستمعاً، إلا أن جاءت خطبة الجمعة. التي سرد فيها الشيخ سيرة الرسول الكريم خلال غزوة الخندق:

وبينما كان الشيخ يسرد خطبته، كان عمر يحلل كلمات الشيخ رياضياً مبتعدا عن الروحانيات.

 فبفرض أن تعداد جيش الرسول الكريم قرابة 10آلاف مقاتل، وكون هذا الجيش جميعه شبع من هذه السخلة العجيبة، هذا ممكن دينيا، لكن رياضياً مستحيل، فالشيخ يقول أن المقاتلين دخلوا عشرة تلو عشرة إلى وليمة السخلة العجيبة وشبعوا، فإذا أرادوا أن يشبعوا فعليهم أن يمضغوا الطعام كحد أدنى خلال خمس دقائق، فهذا يعني أن كل ساعة كان يشبع 120مقاتل فقط، فليشبع جميع الجيش فالأمر يستغرق 83.3 ساعة، أي قرابة ثلاثة أيام ونصف اليوم، طبعا ليتم هذا الأمر على الجنود أن يدخلون تواليا وبتنظيم عالي، وهذا أمر غير معقول بتاتاً…

فما كان من عمر إلا وانتفض أمام الشيخ مستغربا وبعفوية مطلقة مرددا عبارة “يا ياب على هالخرطة”…

وعدها بات يفسر وجهة نظره للعامة والجميع أصغى له كونه مدرسهم المحبوب، فما كان من والده إلا وأن وقف بين الجمع متوعدا مرة أخرى بالطلاق أن دخل ابنه عمر أي مسجد أثناء حياته…

 

حدثت هذه الحكاية قبل عقدي من الزمان الحالي.         

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *