عودة الأمراض السارية

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

ماهي الأمراض السارية؟
لماذا نقول اليوم عودة الأمراض السارية؟ الأمراض المنبعثة
هل كانت الأمراض السارية في يوم من الأيام؟
لماذا الخوف والذعر والرعب اليوم من الأمراض السارية؟ الأمراض المستجدة
تعريف الأمراض السارية:
– هي أمراض تنجم عن العوامل الانتانية الممرضة أو عن منتجاتها السمية وذلك من خلال انتقال العوامل ومنتجاتها من شخص مصاب أو حيوان أو مستودع غير حي إلى إنسان مضيف ومستعد إما مباشرة أو غير مباشرة.
– عوامل الأمراض السارية: هي كائنات حية (فيروسات، ريكتيسيات، جراثيم، فطور، ديدان)
تسبب هذه العوامل الانتان أو المرض الساري
كيف تتظاهر الأمراض السارية؟
قد تكون العوامل الانتانية في أحيان كثيرة لدى الإنسان بشكل مستتر دون أعراض ويمكن التعرف عليها بوسائل مخبرية أو ظهور تفاعلات إيجابية لاختبارات جلدية معينة على انها انتان عديم الأعراض انتان تحت السريري، أو انتان خفي.
تظهر بشكل مرض مستوطن بشكل حالات مبعثرة- عارضة- افرادية أو بشكل عارضة وبائية أو وافدلت والأهم بشكل أوبئة أو جائحات.
الأمراض السارية تعبير عن انكسار التوازن القائم بين البيئة والإنسان لذلك لابد من بيئة مواتية لحدوث وانتشار الأمراض السارية.
اذن لابد من تغير في البيئة أو تغير في جسم الإنسان لكي يحدث المرض الساري.
– الوباء هو ظاهرة اجتماعية اقتصادية بل وكارثة سكانية لاتعادلها كارثة الحروب والصراعات العرقية والهزات الأرضية والكوارث الطبيعية الأخرى. إنه إبادة بشرية جماعية. تقفر المدن وتفرغ من السكان فالبيوت خالية خاوية نتيجة التخلخل السكاني. تغيب السلطة إذ لم يعد لها وجود. تنتشر حالات النهب والسلب والجريمة والجنوح والاستيلاء على البيوت والممتلكات من قبل الرعاع ومن قبل فئات جديدة من البشر مما يؤدي إلى ظهور طبقة جديدة مكان الطبقة السابقة. بعد انهيار الإدارة تتفكك الحلقة الاقتصادية وتؤدي لانهيار تام لعدم توفر اليد العاملة خاصة الفلاحية وتتوالى
المصائب فتجدب الأرض وتتصحر وبالتالي الجوع والفقر والهجرة من البيوت التي تصبح مأوى للوحش إضافة لما ذكر يحدث شلل في الواصلات، ذعر وخوف وإرهاب نفسي
– قد تبقى آثار الوباء مئات السنين حتى تستعيد المدن والبلدان حيويتها ونشاطها وسكانها. لعل أفضل ما خلفته الجائحات من أدلة ما لعبته الأوبئة من دور كبير وهام في انهيار الحضارة الرومانية واليونانية والبزنطية إضافة لحضارات شعوب القارة الأمريكية (حضارات الأنكا والأزتيك).
– كان لجائحات الطاعون الدور الكبير في انحسار الحضارة العربية في الأندلس وفي المشرق نظراً للتخلخل والفراغ العلمي والثقافي بعد الجائحات الكبرى التي حدثت في القرن الرابع عشر وامتدت من أوربا وخاصة اسبانيا حتى الصين. وهذا يفسر تماماً سهولة احتلال الأندلس وسهولة احتلال العثمانيين لمنطقة واسعة من الأراضي العربية ضمن فترة زمنية قصيرة. لقد كانت الخسائر من الطاعون أكثر من خمس وعشرين مليوناً من البشر.
– لم تخلو ظاهرة سكانية أو اجتماعية إلا ترافقت في التاريخ بظهور الأمراض السارية والأوبئة، الحروب، الهجرات القسرية، الكوارث الطبيعية والزلازل، المناسبات الكبرى، التجمعات لأسباب دينية أو موسمية (كسر للتوازن الايكولوجي).
– من الجدير بالذكر أنه منذ وباء طاعون أثينا عام (400) قبل الميلاد وحتى القرن السابع عشر كان يتم اضطهاد لليهود في أوربا عند حدوث الوباء على اعتبار أن اليهود يعملون في السحر والشعوذة وهم مسببو الطاعون والجائحات وهم من أنصار الشيطان وهم المستفيدون بعد انتهاء الوباء. مازال
اليهود حتى الآن يحقدون على الكثير من الدول الغربية بسبب الاضطهادات التي تمت لهم ومن هذه الدول فرنسا وبريطانيا وسويسرا وألمانيا…
الأسس والأمراض السارية:
– احتلت الأمراض السارية والأوبئة كامل التاريخ البشري حتى أول الخمسينات من القرن العشرين.
– ذكرت الأوبئة منذ الألف وخمسمائة عام قبل الميلاد وذكر أربعين وافدة وبائية.
– ذكرت نحو مئة وافدة حتى الألف وخمسمائة عام بعد الميلاد.
– ذكرت الكتب الدينية لدينا وكتب الهند والصين إشارات على حدوث “الطاعون” كما ذكرت ترافق الوباء بتواجد القوارض والحشرات.
– كل وباء في العالم القديم كان يطلق عليه “الطاعون” (Plagues-Pestes) والمصطلح مشتق من اللاتينية (Pestis) وتعني البلاء (Flean) وتعني أيضاً غضب وعقاب السماء. بقي هذا المصطلح حتى القرن السابع عشر بدون تمييز.
– العرب وحدهم ميزوا بين الأوبئة وأعطوها الأسماء والتشخيص التفريقي وهي أسماء باقية حتى الآن فالطاعون الذي عرفوه وأسموه نفس الطاعون الذي نعرفه اليوم.
– علم الأوبئة والأمراض السارية يعتبر بحق علماً عربياً.

– صنف أبقراط الأمراض إلى فئتين:
– فئة الأمراض الزائرة (الأوبئة)
– فئة الأمراض المقيمة (المستوطنة)
– تبنى أبقراط نظرية “العفن” Miasma في سبب حدوث الأوبئة وعزا ذلك إلى الرائحة الكريهة رائحة تفسخ الجثث والعضويات المتفسخة.
– أطلق العرب على أبقراط أبو الطب.
– آمن العرب بنظرية “العدوى” في حدوث المرض وانتشاره كما أوجدوا الأسماء والتشخيص ومازالت الأسماء التي وضعوها هي المستخدمة حتى اليوم وكما وصفوها تماماً. كما أشار ابن سينا إلى إمكانية وجود جسيمات دقيقة تسبب المرض قبل مئات السنين من Pasteur و قام الرازي ببحوث وبائية كثيرة وهو الذي ميز وفرق بين الحصبة والجدري ولذلك أطلق العلماء على الرازي “أبو الوبائيات”
– من الأسماء التي حددها العرب نذكر: الطاعون، الجدري، الحصبة، أنف العنزة (الانفلونزا)، السل، الجذام، الجرب، الرعداء، الكوليرا (الهيضة- الزرب) في المؤتمر الصحي في باريس عام 1850 لم يجدوا (المؤتمرون) سوى الأسماء العربية للأوبئة وكذلك الأسماء الطبية والصيدلانية.

– في عام 1924 درس Hudson رئيس المشفى الأمريكي في دير الزور مرضاً في المنطقة ولم يجد لهذا المرض أي تسمية في كتب الطب ولذلك تبنى التسمية التي يطلقها سكان المنطقة وسجل المرض وهو البجل Bejel.
– أشهر جائحات العالم في القرن السادس الميلادي والتي تدعى “طاعون جوستنيان” انطلقت في الحبشة- وادي النيل- الاسكندرية- سورية- وانطاكية فالقسطنطينية عام 542 ثم أوربا على شكل موجات متتالية من نهاية القرن الثامن حيث ضرب معظم أوربا مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا.
– أما كارثة القرن الرابع عشر “الطاعون الأسود” بسبب التموت حول اللدغات،؟ انفجار العفوي للقيح تحت الابط من العقد بدأ عام 1348. أصاب الطاعون كافة أنحاء المسكونة: الهند- أرمينيا- القرم- مناطق واسعة من روسيا- بلاد مابين النهرين ثم مصر ثم اتجه نحو القسطنطنية ثم نحو جميع البلدان. لهذه الجائحة أهمية كارثية في تطور الجنس البشري. كان عدد السكان الاجمالي في أوربا وشمال أفريقيا والمناطق المجاورة في الشرق حوالي مئة مليون نسمة عام 1346 وبعد مرور سنوات قليلة على ذلك التاريخ كان ربعهم قد مات ضحية الجائحة. وفي الصين وحدها خسرت 13 مليون، 23 مليون في الشرق الأدنى، و25 مليون وفاة في أوربا ويقدر أن الأوربيين فقدوا ربع السكان في ظرف سنتين من الطاعون فقط، وقدرت وفيات اسبانيا 80% من السكان.
– لم يغب الطاعون عن سوريا وبلاد بين النهرين ومصر فكان بحالة تكرار واستيطان وذكر ذلك ابن بطوطة.

الأوبئة والأمراض السارية في الصراعات القديمة:
– حوصرت مدينة Caffa على البحر الأسود من قبل التتار عام 1347 أصيب الجيش التتاري بالطاعون وقبل الانسحاب أمر القائد بإلقاء جثث الموتى بالطاعون فوق الأسوار بواسطة المنجنيق فأدى إلى انتشار الطاعون داخل المدينة.
– في القرن التاسع عشر وفي ولاية ماساشوستس في أمريكا كان يتم تقديم الهدايا لزعماء الهنود الحمر حول مدينة بوسطن. وكانت الهدايا من الأقمشة والفرش وملابس استعملها مرضى الجدري فانتشر الوباء وتوفى عدد كبير من الهنود حتى أبيدوا وتم الاستيلاء على أراضيهم.
– كذلك أرسلت دفعة من القماش من لندن عام 1664 إلى مناطق عديدة نشرت الجدري وكانت الأقمشة ملوثة كان قد استخدمها مرضى الجدري.
– تم استخدام الجثث المتعفنة للبشر ومن الحيوانات لتسميم مصادر مياه القوات المعادية. استمر هذا حتى القرن العشرين حين استخدمت الجراثيم وبقية الميكروبات لنشر الأوبئة في الحروب الأوربية والحرب الأهلية الأمريكية. كانت الولايات المتحدة أول من أدخل السلاح البيولوجي في نظريتها العسكرية واستخدمته في الحرب الكورية في 27/10/1950.

الحاضر والأمراض السارية:
– بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية قامت منظمة الصحة العالمية عام 1948 حيث قادت الحرب على المرض وخاصة الأمراض السارية وذلك بكل اخلاص وشجاعة واندفاع. لقد اختارت المنظمة الأمراض السارية بسبب كونها القاتل الأول للصغار والكبار ومعطل العمل وسبب العجز للقوى العاملة وهذا يعني تعطيل وإهمال الأراضي الزراعية.
– كانت التركة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية تركة ثقيلة جداً على المجتمع الدولي: وعلى رأسها الأمراض السارية القاتلة: السل- الملاريا- الحميات المعوية- الأمراض المنتقلة عبر الجنس ومنها البجل- البلهرزيا والتراخوما- التهابات الكبد الفيروسية- الأمراض السارية عند الأطفال- الحصبة- الخناق- السعال الديكي- شلل الأطفال…. الوفيات عند الأطفال عالية جداً تتجاوز 350 بالألف وكذلك وفيات الأمهات أما الخدمات الطبية فكانت ضعيفة جداً لعدم توفر عناصر عاملة ولاتجهيزات ولامشافي ولاإمكانات الإسعاف.
– إلا أن ما يميز فترة الحرب العالمية الثانية هو غياب الجدري وغياب الطاعون والتيفوس، هذه الأمراض كانت الكوارث في الحروب الماضية.
– تقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين:
– مرحلة صعود ونجاح منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأوبئة والأمراض السارية.
– مرحلة التراجع وعودة الأمراض السارية لتشكل الخطر الكبير.
المرحلة الأولى مرحلة النجاح الكبير ومكافحة الأمراض السارية:
قادت منظمة الصحة العاليمة الحملات ضد الأمراض السارية بعد الحرب حتى أن الكثير منها لم يعد يشكل خطراً أو ضرراً في مجال الصحة العامة فالملاريا تراجعت بشكل كبير حتى أنها غابت من كثير من البلدان وأصبحت الحالات في الهند مثلا معدودة. أما السل فقد نجحت برامجه نجاحاً باهراً في جميع البلدان وكذلك تراجعت حالات البلهرزيا والليشمانيا والحميات المعوية وكذلك الأمراض عن طريق الجنس. كان لهذه الحملة ضد الأمراض السارية المعطلة لليد العاملة أن تغير الوضع الاقتصادي إلى حد كبير فالأراضي والمستنقعات التي كان يهرب منها السكان بسبب الملاريا والسل والبلهرزيا أصبحت أجود أنواع الأراضي المنتجة للمزروعات وبذلك تكون منظمة الصحة العالمية قد ساهمت في توفير التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الموارد البشرية والمادية.
– تعتبر سوريا من أفضل البلدان التي تميزت بنجاحات برامج منظمة الصحة العالمية فيها ونخص منها برنامج استئصال الملاريا، برامج رعاية الطفولة والأمومة، برامج البهلرزيا، برامج البجل و برامج التراخوما وكانت اليونسيف تساهم مساهمة فعالة في نجاح البرامج فقد كانت تقدم السيارات والتجهيزات والمبيدات وتقدم للأمهات الطحين والسكر والحليب للأطفال والفيتامينات… كانت برامج المنظمة تصدر بعد أن يقرها مجلس النواب ويصدرها رئيس الجمهورية وهذا يعني أن الدولة بكاملها ملزمة ومسؤولة بالتنفيذ إذ أن البرامج كانت محددة الزمان والمكان.
– خرجت سوريا بعد الحرب بحالة صعبة جداً فالوضع الصحي متدني جداً:
– وفيات أطفال عالية 250-300 بالألف.
– وفيات شباب بنسبة عالية وخاصة وفيات الأمهات في سن الانجاب.
– فقدان الخدمات الصحية الأساسية.
– الملاريا 5% من السكان.
– السل 2 % مرضى و 50 % مصاب بالانتان.
– الحميات التيفية وحميات الكبد (اليرقانات).
– أمراض الأطفال السارية حصبة- خناق- سعال ديكي- شلل.
– البلهرزيا في شمال سوريا.
– البجل 150 ألف إصابة في شمال شرق سوريا.
– التراخوما كانت منتشرة في الريف خاصة شمال شرق سوريا.
– خدمات صرف صحي محدودة- مياه صالحة للشرب في مناطق محدودة.
المرحلة الثانية مرحلة عودة الأمراض السارية وانهيار البرامج وعودة الأوبئة وسيطرة الأمراض السارية من جديد. إنها مرحلة الأمراض المنبعثة والأمراض المستجدة.
– السل 8 مليون إصابة سنوياً و 3 مليون وفاة.
– الملاريا أكثر من مليار ونصف يعيشون في مناطق وبائية ومليون وفاة سنوياً.
– عودة الأمراض المنتشرة عن طريق الجنس مثل السيلان والسفلس.

– عادت الأمراض المستوطنة للتفاقم وعلى الرغم من برامج التلقيح فوفيات الأطفال مازالت عالية.
– ظهور أوبئة وأمراض جديدة لم يعرفها الإنسان سابقاً.
– تراجع الخدمات في كثير من البلدان.
– أصبحت مواجهة الأمراض السارية مكلفة جداً من الصعب تحمل نفقاتها.
أسباب النكس وعودة الأمراض السارية وتسلسل الأحداث:
– سحبت الولايات المتحدة في 1969 مساهمتها في تمويل الأمراض السارية ومكافحتها في برامج منظمة الصحة العالمية.
– أمام العجز المالي أقرت المنظمة بالتخلي عن برنامج استئصال الملاريا عام 1969 وإضعاف المساعدات لبقية الأمراض السارية.
– أما اليونسيف فقد تخلت عن تمويل برامج منظمة الصحة العالمية للأمراض السارية ورعاية الطفولة والأمومة ووجدت لها مجالات أخرى مستقلة للعمل وأصبحت اليونسيف تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية.
– عام 1970 أصدرت إدارة نيكسون – كسينجر التعليمات بمنع نشر أي معلومات أو دراسات عن البحوث والدراسات المتعلقة بالجراثيم والفيروسات في المخابر ومنعت ذكر أي شيء عن حرب أو أسلحة بيولوجية أو إرهاب بيولوجي.
– عام 1972 عقدت إتفاقية الأسلحة الصاروخية والبيولوجية بين نيكسون – بريجينيف في لقائهما في موسكو. لم تذكر الولايات المتحدة مطلقاً أي شيء عن إتفاقية الأسلحة البيولوجية بل قالت أنها إتفاقية لتبادل المعلومات عن الفيروسات المسببة للسرطان. كشف سر هذه الإتفاقية بعد 30 سنة عام 2001 الرئيس بوش الابن حين تسلم السلطة أنه لايعترف بإتفاقية الصواريخ ولا بإتفاقية الأسلحة البيولوجية ولا بمعاهدة كيوتو لحماية البيئة.
– منذ ذلك الوقت أخذت الكثير من الأوبئة بالظهور والانتشار:
– الكوليرا عام 1970 (8 آب) قيل أنها امتداد للجائحة العالمية السابقة وأصابت مصر ولبنان وسوريا وبلدين آخرين وامتدت لأول مرة في التاريخ إلى أفريقيا جنوب الصحراء. ترافق ظهور الكوليرا في كثير من الأحيان بصراعات في المنطقة فترة صراع أيلول الأسود عام 1970 وفترة الصراع في لبنان حزيران 1976 وكانت الكوليرا من أشد وأصعب الأوبئة حينها.
– ظهور الحميات النزفية بشكل متكرر وقاتل وفي أماكن غير موطنها الأصلي: حمى الكونغوقرمية في جنوب السودان 1970 ثم حالات مفردة في العديد من الدول في سوريا، العراق، ايران، أفغانستان أي خط الصراع والحروب التي بدأت في ذلك الوقت من عام 1979.
– ظهور حمى وادي الريفيت في مصر لأول مرة بعد اختراق الصحراء الكبرى وبلغت الإصابات حسب تقديرات مختلفة 200 ألف إلى مليون إصابة ووفيات قاربت 800 وفاة
– من الحميات النزفية الخطيرة حمى ايبولا عام 1995 كانت أشد وافداتها في الكونغو ويبدو حتى الآن لم يمكن إخضاعها. نذكر من الحميات التي ترددت في الفترة الأخيرة حمى Lassa- حمى ماربورغ، حمى Hauter النزفية والرئوية- داء المتقاعدين ومرض Q Fever Lyme وحمى غربي النيل… الحمى الدماغية الشوكية.
– عادت الأمراض السارية والأوبئة القديمة قبل برامج منظمة الصحة إلى اشتدادها وعنفوانها السل والملاريا والبلهرزيا وأمراض الأطفال السارية والحميات المعوية على الرغم من حملات التلقيح والمكافحة فإن الأوضاع أصبحت صعبة سواء الأوضاع المادية والبيئية والفنية. لابد من ذكر حمى وادي الريفيت في السعودية عام 2000 وكانت شديدة ولكن تم السيطرة عليها على الرغم من أنها امتدت لمسافة 600 كيلومتر على الساحل الغربي. كان البلاء الأعظم بظهور متلازمة عوز المناعة المكتسب (ADIS) عام 1981 تموز، إنه طاعون العصر وأخذ ينتشر بسرعة من المدن الكبرى الأمريكية حيث يكثر الشذوذ والمخدرات إلى الولايات كلها ثم إلى بقية أنحاء العالم في أوربا وأفريقيا خاصة وجنوب أمريكا وأوربا الشرقية وروسيا. وصل عدد المصابين إلى 40 مليون عام 2004 والوفيات بالملايين أيضاً. قيل أنه فيروس من القرود أو جاء من الفضاء إلا أن البروفيسور MALEV نائب المدير للمعهد العالي للوبائيات لعموم الاتحاد السوفيتي قال عام 1988 وفي نقابة أطباء دمشق أن الفيروس هو فيروس تركيبي مصنع في وكالة المخابرات الأمريكية. الاستاذ ماليف
أحد الذين كانوا يتلقون الاتصالات الخاصة باتفاقية الأسلحة البيولوجية بين الكرملين والبيت الأبيض.
– بعد ظاهرة الأيدز عام 1981 واشتداد وعودة الأمراض الكثيرة أن اطلق تعبير جديد وتصنيف جديد هو ” الأمراض المستجدة والأمراض المنبعثة” ويقارب عدد الأمراض الجديدة الآن والخطيرة مايقارب الثلاثين مرضاً.
– في عام 1989 ظهر تحذير من السلطات الصحية الأمريكية إلى السلطات العسكرية يشير إلى أن أنباء عن حرب جديدة ستحدث في الخليج وأنه سيتم استخدام أسلحة الدمار الشامل: بيولوجية، كيماوية ونووية وحذرت أن إبقاء الأمر سراً خطر على السكان والصحة العامة وعلى الجيش نفسه. وبالفعل كانت الحرب العراقية الكويتية عام 1991 وحدوث أمراض حرب الخليج (N.B.C.)
– عام 1993 في حرب البلقان الأولى أعيد استخدام أسلحة الدمار الشامل التي استخدمت في الخليج الاسرائيليون جراثيم التولاريميا وفيروسات التهاب الكبد المصنعة خاصة V.C عن طريق الطائرات بدون طيار بالرزاز ومن الحدود البلغارية وكان بحدود 15 ألف.
– ظهرت حمى الإيبولا عام 1995 في الكونغو وكذلك الطاعون في الهند وساهم الاعلام بالتهويل والمبالغة بشكل أدى إلى انتشار الخوف والذعر وساهم التهويل على مستوى العالم أن تحقق “عولمة الأوبئة” قبل عولمة الاقتصاد.
– أثناء التحضير لحرب البلقان الثانية وحرب الشيشان الثانية عام 1995 ومابعد ظهور دراسات ومقالات عن الجراثيم والفيروسات والحرب البيولوجية والتخفيف
من الذعر ولكن تم نشر أسماء على أنها اسرائيلية المصدر وليست أمريكية وتم تخفيف المنع.
– أخيراً لا بد من الحديث عن المتلازمة التنفسية الخطيرة الحادة (SARS) وهي نتيجة مرض بفيروس من صنع الإنسان بالهندسة الوراثية مثل فيروسات الايدز وايبولا وبعض فيروسات الالتهاب الكبدي. ظهر هذا المرض في فترة اشتداد حدة الصراع في موضوع العراق شباط – آذار 2003 واعتبر عقوبة للصين وماليزيا وكندا نظراً لموقف هذه الدول ضد الحرب على العراق. انطلاق وباء السارس فرب هونغ كونغ مصدر أوبئة الانفلونزا دليل خبرة وذكاء وخداع.
– فيروس السارس عبارة عن تركيبة من فيروسين مختلفين من المجموعة الاكليلية الأول من الطيور والثاني من الثدييات ويقول الباحثون أن الفيروسين جاءا معاً إلى نقطة في المورثة التي تحدد الفوعة للفيروس ويصبح المضيف متقبلاً لها. جاء هذا في مجلة Lancet العلمية البريطانية (M.E- May- June 2004)
– أما انفلونزا الطيور فلا تقل خطورة بالخسائر التي حدثت مؤخراً في المناطق الأسيوية.
المستقبل والأمراض السارية:
سوريا اليوم: قادت سوريا أفضل أنواع ضد الأمراض السارية وبرامج رعاية الطفولة والأمومة ووصلت إلى مستويات متقدمة بين الدول المجاورة. لقد قدرت كلفة برنامج الملاريا حتى عام 1982

نحو مئة مليون دولار دفعتها سوريا ومنظمة الصحة العالمية واليونسيف كما أن السل وبقية البرامج في مكافحة الأمراض السارية الأخرى وحملات التاقيح لاتقل الكلفة عن 15 مليار ليرة. إن الظروف تغيرت جداً ولم تستطع السلطات الصحية مواكبة المستجدات سواء في العالم أو في منطقتنا.
إن فقدان التخطيط في الدولة منذ عام 1974 حتى عام 2000 ثم عدم صدور الميزانيات المالية للدولة طوال فترة عدم صدور الخطط في الأوقات المحددة وعدم إنفاق الميزانية في كل عام إلا بقدر محدد لايتجاوز 40% من الميزانيات المرصودة جعل وضع البلد الصحي في وضع صعب جداً وحرم البلد من إمكانية المجابهة الفعالة لأي طارئ وبذلك لم يستطع البلد بناء القاعدة الأساسية للصحة العامة ولذلك الرتبة التي تقدرها منظمة الصحة العالمية لسوريا هي بين 107-115 بين الدول في الأعوام الأربع الماضية.
إن ما تحتاجه سوريا اليوم: إعادة ترميم برامج الصحة العامة، أمراض سارية، صحة انجابية، تنظيم الأسرة، صحة البيئة، شبكة معلومات وبائية. إقامة مخبر مركزي للصحة العامة مخبر قد تقرر انشاؤه قرب مركز الاستشعار عن بعد وقرب المركز الزراعي على طريق لبنان- البلد بحاجة إلى إعادة مركز مكافحة الأمراض المشتركة للوجود والذي كان جاهزاً للعمل مع المنظمة عام 1993 والآن أصبحت أهميته كبيرة- البلد بحاجة إلى إقامة معهد مركزي لصحة البيئة والعمل يضم كافة التجهيزات والمخابر التي تحتاجها الدولة لوقاية وحماية البيئة وصحة العمل. البلد بحاجة ماسة لمعهد صحة البيئة والعمل في

كل مركز محافظة هذه المراكز خاصة بالبحوث والدراسات البيئية وهي خاصة بمراقبة البيئة ومتابعة كافة العمليات وتكون على الدوام مستعدة.
إن البلد بحاجة إلى قانون السلامة الكيماوية وقانون السلامة الغذائية ولوضع حد للتجاوزات باستخدام وشراء المبيدات ووضع أمر الشراء والاستخدام تحت إشراف لجنة علمية.
أمام التهديد اليوم:
في محاضرة سابقة قبل خمس سنوات في الجمعية الكونية السورية أشرنا إلى الخطر الذي يتعرض له العالم في مطلع القرن 21 ومطلع الألفية الثالثة وكانت مخاطر الأوبئة والأمراض السارية هي أساس الخطر فما زال كل عام يتوفى نحو 13-15 مليون انسان عدا عن ضحايا الأمراض المستجدة مثل الأيدز والسارس وبقية الأمراض الجديدة مثل جنون البقر وانفلونزا الطيور وغيرها التي توضع في قائمة “الأوبئة العبرة للقارات” “فعولمة الأوبئة” أصبحت قبل عولمة الاقتصاد.
يقول الدكتور جورج بحر من لبنان: القرن 21 مكرس لأوبئة الفيروسات والاطمئنان خدعة كاذبة وخطيرة تماماً. إن الأيدز ليس تحت السيطرة أبداً وينطبق الضع نفسه على وباء جنون البقر. إن القرن 21 هو قرن مكرس للأوبئة الفيروسية بامتياز.

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *