علم بلادي العظيمة صغير جدا

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

 

بدأت حكايتي مع علم بلادي في انتظاري وأنا طفل لأفلام الرسوم الكرتونية التي تلي النشيد العربي السوري والقرآن الكريم في تلفاز حمل شعاراً مهماً “لسنا الأفضل لكننا الوحيدين”، كنت انظر لعلم بلادي مع نشيد حماة الديار بكره شديد لكوني متحرق للرسوم التي تبث لمدة الساعة الواحدة فقط في اليوم وقد تقطع ببرنامج طلائع البعث أو بأحد البرامج التعليمة والثورية. ولكم تعجبت من وصف جدي حكاية فرض الوقوف على أولاده بسمة التحية العسكرية في بدايات تأسيس التلفاز لحظات بث النشيد العربي السوري.

طبعاً عندما دخلت المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية كان الرابط مع تحية العلم يتغير والنضج لمفهوم الوطن يتكور، فكانت صلة مميزة مع العلم لحين قرر أستاذ الفنون في الصف الثامن أن أكون في فرقة المدرسة الموسيقية لقناعته بجمال صوتي، وهنا حلت الكارثة فمع كل تحية علم كان طلبة الصفوف العليا يسخرون من أصواتنا، خاصة مع وجود أحد الطلبة الذي كان يأخذ سمة قائد الأولكسترا علماً أنه لا يمتاز حتى بسمة القرع على جرة الغاز حسب ما أذكر.

وعندما تأهل منتخب الشباب السوري لكأس العالم في كرة القدم حدث شيء مهم في تاريخ علمنا وشخصية كافة مراهقي تلك المرحلة، فالجميع كان سعيد بمشاهدة العلم السوري مرفرفاً على الشاشات العالمية، وخاصة بعد تأهلنا للدور الثاني، وقد تشاهد في تلك المرحلة بعض المنازل مشرعة العلم السوري.

ومع مشاركتي كأول سوري في المنتدى الاجتماعي العالمي عام 2002 في مدينة بورتو اليغري البرازيلية، وجدت من الضرورة أن أحمل علم بلادي معي، ولكوني لا احمل الكثير من النقود قررت طلب هذا الأمر من أحد قيادات شعب المدينة لحزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية، فشكرني هذا الأخير لهذا التوجه، وتمهل في الرد لمدة الأسبوعين، ومع سؤالي المتكرر أخبرني عن عدم وجود أي علم جديد ونظيف داخل شعب الحزب، وأن غالبية الأعلام قديمة وبعضها غير متناظر في وضع النجمتين، مما استدعاه أن يخيط لي واحداً جديداً، ومع خجلي بحثت في المكتبات كافة فلم أجد أي علم مناسب. طبعاً تسلمت العلم من الخياط وقمنا بدورنا برسم النجمتين وحمل صديق كوبي العلم سامحاً لي حمل العلم الفلسطيني في مسيرة الافتتاح. طبعاً شاركني هذا العلم في كافة المنتديات والمؤتمرات التي حضرت ، كما تعرض لشتيمة كبيرة من إحدى العجائز العراقيات وأنا أوزع معونات غذائية ضمن حي السابع من نيسان في اليوم السادس من الحرب، وحين سألتها عن السبب أجابت الآن هبت عصبيتكم العربية الغبية.

وعندما وصلت الحدود السورية وبيدي العلم السوري فقط، سألني أحد ضباط الجمارك وهو من أصول مدينة جبلة بكم بعت المعونات وما هو نصيبنا.

ومن ذكريات أي مدني في مدينة اللاذقية دوار هارون ونافورتة الأجمل في المدينة، التي قام القيمين في المدينة على إزالتها لهدف إقامة نفق يخفف من ازدحام المرور داخل المدينة بعد تضخمها وكثرة الآليات فيها، مما جعل مكان الحديقة الجميلة موضع لسارية طويلة تحمل علم سورية بلدي العظيمة. إلا أن القيمين على هذه السارية أغفلوا التناظر بين طول السارية وحجم العلم، ولربما لم يفكروا الذهاب إلى أحد الخياطين وتكبد عناء رسم نجمتين خضراوتين متناظرتين… ولربما حجم التمويل لهذه السارية لم يراعي كلفة العلم.

أو أن القيمين على هذه المحافظة صغار جداً حتى يروا هذا العلم كبيراً جداً.

 

خاص بالمشهد السوري

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *