فارس لـ«الجمهورية»: الكونغرس سيدفع لإلغاء الإتّفاق النووي الإيراني

فارس لـ«الجمهورية»: الكونغرس سيدفع لإلغاء الإتّفاق النووي الإيراني
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

مي الصايغ – جريدة الجهورية

الولايات المتحدة ما قبل انتخابات الكونغرس الأخيرة لن تكون كما بعدها. غير أنّ ذلك لا يعني تبدّلاً جذريّاً على المدى القصير في سياسة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما بعد هزيمة حزبه المدوّية أمام الجمهوريين الذين باتوا يملكون الغالبية في مجلسَي النواب والشيوخ، ولكن أضعف الأيمان أنّ سيّد البيت الأبيض سيكون على موعد مع لعبة شدّ الحبال خلال العامين المتبقّيين من ولايته مع الجمهوريين الذين سيسعون إلى تمرير أجندتِهم السياسية على الصعيدين المحلي والخارجي، أقلّه عبر منطق التسويات.

Mitt_Romney_Walid_Faresيُباشر الكونغرس الجديد عمله في كانون الثاني المقبل، ما يثير تساؤلات عن مستقبل العلاقة بين الإدارة الديموقراطية والحزب الجمهوري الذي حصد الغالبية في مجلسَي الشيوخ والنواب، ومدى انعكاس ذلك على سياسة الولايات المتحدة الخارجية حيال إيران ولبنان وتنظيم الدولة الإسلامية والأزمة السورية.

تساؤلات يجيب عنها مستشار الكونغرس لقضايا الشرق الأوسط والإرهاب وأستاذ العلاقات الدولية في واشنطن (العاصمة) الدكتور وليد فارس في حوار خاص مع «الجمهورية»، مستشرفاً المنطقَ الذي سيحكم أفقَ العلاقة بين الطرفين.

والجدير بالذكر أنّ فارس – المحامي اللبناني الأصل والذي هاجرَ الى الولايات المتحدة عام 1990- كان كبير مستشاري المرشّح الرئاسي السابق ميت رومني للأمن القومي والقضايا الدولية في عام2011، ومؤلّف كتبٍ عدّة بينها «الثورة الآتية «عام 2010، والذي تنَبّأ فيه بثورات الربيع العربي، وآخر كتاب صدر له «الربيع الضائع: السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والكوارث التي يجب تجنّبها»، وفي ما يأتي نص الحوار:

• إلى أيّ مدى سيُصعّب فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية مهمّة أوباما في إدارة شؤون البلاد خلال العامين المتبقّيين من ولايته؟

– لا شكّ في أنّ الغالبية الجديدة للجمهوريين في غرفتَي الكونغرس (مجلسي النواب والشيوخ) من شأنها أن تغيّر الخريطة السياسية في الولايات المتحدة حتى نهاية 2016، إذ سيكون للكونغرس الجديد أجندة مختلفة عن إدارة أوباما على مستويات وقضايا عدّة. فعلى الصعيد المحلي، هناك وجهات نظر متباينة بشأن الاقتصاد وفرَص العمل، وحماية الحدود والهجرة. الكونغرس الجديد الذي أفرزته آخر انتخابات، يتمتع بشرعية التمثيل، وبات لديه تفويض شعبيّ.

وإلى جانب ذلك، فاز الجمهوريون بمقاعد حكّام ولايات مهمّة مثل ميشغين، الينوس، ماساتشوستس وفلوريدا، وبالتالي سيقترح الكونغرس تشريعات جديدة، ويحقّ للرئيس أوباما التوقيع على هذه القوانين أو رفضها. الكونغرس سيقوم بعمله كما كُلّف به، والأمر يعود لأوباما بتحريك الإدارة إلى الأمام أو استمرار جمودها. ولكن، عندما يأتي الشعب بغالبية إلى الكونغرس، من المنطقي أنّ يغيّر الرئيس المسار ويقوم بتسوية مع السلطة التشريعية.

• هل هناك إمكانية لأن يقوم الجمهوريون باستغلال فرصة للوصول إلى حلّ وسط مع أوباما بمشاركته في الحكم، أم سنشهد حالة شلل لعمل الكونغرس؟

– الجمهوريون سيعرضون المفاوضات، التسوية وخيارات سياسية جديدة. علينا فهم أنّ الغالبية الجديدة ستمثّل طريقة تفكير جديدة وخيارات مختلفة. لذلك فإنّ التسوية أو الحلول الوسطى ستكون بتعديل الأفكار القائمة وقبول جرعة من الأفكار الجديدة، وليس العكس. الكونغرس الذي يرسل مشاريع قوانين إلى مكتب الرئيس سيتفاوض معه، وعلى أوباما النظر فيها وأن يطالب بتعديلها أو التوقيع عليها.

العرقلة سيمارسها البيت الأبيض وليس الكونغرس. في السنوات الماضية، شهدنا وضعاً مماثلاً في ظلّ إدراة بيل كلينتون وكان هناك تسويات، الفرق اليوم أنّ إدارة أوباما تصرّفَت بشكل إيديولوجي على قاعدة أنّ جدول أعمالها يجب أن يُقبَل في مجمله، وإلّا فإنّه لن يحقّق أهدافه.

ولطالما تعاملَ مثقّفو الإدارة بحسّ من التفوّق، كما لو «أنّهم يعرفون أفضل» من بقيّة الناس، وبالتالي سيصعب على فريق أوباما أن يقبل التعديل أو الإجماع، لكن في النهاية، لا مفرّ من التسوية.

• في العادة، نرى أنّ الناخب الأميركي يُركّز على القضايا المحلية في تحديد خياراته السياسية، هذه المرّة لمسنا عدمَ رضى من سياسة أوباما الخارجية وصورة الولايات المتحدة كقوّة عظمى في العالم…

– صحيح أنّ غالبية الأميركيين يحدّدون خياراتهم الانتخابية بناءً على قضايا محلية، إقتصادية وإجتماعية ومالية وقانونية، لكن في الانتخابات الأخيرة، أضيفت عوامل أخرى إلى هذه القضايا، وبعضُها مرتبط بالسياسة الخارجية.

غير أنّ مسألة السياسة الخارجية لا تشكّل جوهرَ القرارات الانتخابية، بل ساهمَت في ذلك، فمن جملة الأمور التي أثّرَت على نفسية الناخبين كانت قطع رؤوس المواطنين الأميركيين من قِبل «الدولة الإسلامية» (داعش)، وهم اعتبروه أمراً طاوَلهُم شخصياً.

فضحايا الإرهابيين كانوا أميركيين ولم يقوموا بشيء ضد أيّ شخص مثل هؤلاء الصحافيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان. كان الناس العاديون مشوّشين، والذي فاقمَ الأمر الصوَر التي انتشرَت عبر وسائل الإعلام واليوتيوب لأشهرٍ خلت عن الفظائع التي ارتكبها هؤلاء الجهاديون والمجازر ضد الأيزيدين والمسيحيين في العراق، والقتل الوحشي للسوريين، والتصريحات باللغة الإنكليزية للمجاهدين، التي أوجدت مناخاً من القلق.

إلى جانب ذلك، فإنّ الأخبار الواردة من مختلف أنحاء العالم لم تكن جيّدة، سواءٌ من روسيا، أوكرانيا، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا، العراق، وبالطبع فشل تحقيق اتفاق نووي مع إيران. هذه القضايا منفردةً لا تدفع الناس إلى تغيير آرائهم، لكنّ تداخُلَها خلقَ جوّاً من عدم الاستقرار. وفي هذه الحالة، يميل الناخبون إلى البحث عن خيار بديل.

• لم تتوقّع تغييرات جذرية على المدى القصير على مستوى السياسة الخارجية لواشنطن بعد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس…

– تغيُّر الغالبية في الكونغرس وحده لا يخلق تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية، وذلك ببساطة لأنّ الرئيس والسلطة التنفيذية يتحكّمان بالسياسة الخارجية. لكنّ الكونغرس يمكن أن يكون له تأثير كبير كما رأينا في عام 2006 عندما فاز الديموقراطيون بمجلسَي الشيوخ والنواب، فتوقّف جدول أعمال جورج بوش. السياسات لم تتغيّر في حينها، لكنّه أصبح من المستحيل تحقيقها.

اليوم سياسة أوباما الخارجية لن تتغيّر بقدر سياساته الداخلية، إلّا أنّ الكونغرس سيحاول تغيير مسارها. على سبيل المثال سيطلب الكونغرس زيادة الدعم لمصر لأنّها تحارب الإرهاب، وبمراجعة الاتفاق النووي الإيراني، واقتراح بدائل مختلفة لمحاربة الدولة الإسلامية، ودعم وحماية الأقليات المهدّدة في العراق وسوريا.

قوّة الكونغرس هي في تحديد الموزانات والقدرة على عقد جلسات استماع لتسليط الضوء على القضايا، إنطلاقاً من ذلك سيكون هناك محاولات من قِبل الكونغرس للتأثير على السياسة الخارجية، قد تنجح في بعض المناطق مقابل فشلها وجمودها في مناطق أخرى.

• إذاً سنكون أمام سياسة خارجية مختلفة للكونغرس الجديد تجاه إيران والعراق وسوريا؟

– من المقرّر أن يباشر الكونغرس مهامَّه في كانون الثاني، بالطبع سيكون هناك سياسات جديدة، ولكن لستُ واثقاً إلى أيّ مدى ستنجح ضغوط الكونغرس في تغيير سياسة إدارة أوباما. بالنسبة إلى إيران على سبيل المثال، لستُ متأكّدأً في ما إذا كان قادة الكونغرس الجُدد سيضغطون على أوباما لإلغاء الاتّفاق النووي الموَقّت واستبداله باستراتيجية جديدة. والسؤال: هل سيقبل أوباما التغيير؟ الكونغرس من دون شكّ سيبذل كلّ جهده لوقفِ هذا الاتّفاق.

وفي أوائل عام 2015، أتوقّع مواجهةً بين الكونغرس وإدارة أوباما حول إيران، وليس فقط على الاتفاق النووي، ولكن على موقف الولايات المتحدة بالكامل تجاه طهران.

في العراق، سيزيد الكونغرس دعمَ الأكراد والأقلّيات في شمال البلاد، بمن فيهم الأيزيديون والمسيحيون، وسيطالب حكومة بغداد بتقليص النفوذ الإيراني مقابل زيادة الدعم الأميركي.

وفي سوريا، سيستمرّ الكونغرس بتفضيل دعم الأكراد والمسيحيين وتعريف حقيقي للمعارضة المعتدلة في صفوف الجيش السوري الحرّ. الكونغرس يرفض التعاون مع الأسد، ويريد استراتيجيةً لمحاربة داعش لا تقوّي إيران أو الأسد، ولكن لا تغييرات كبيرة ما لم ينفجر الوضع على الأرض على نطاق أوسع بكثير ممّا هو عليه الآن.

• ما تعليقك على رسالة أوباما إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بخصوص التعاون للقضاء على داعش مقابل التوصّل إلى حلّ في الملفّ النووي الإيراني؟

– هذه الرسالة السرّية لخامنئي، والتي ظهرَت إلى العلن، جاءت في توقيت سيّئ للغاية. ففي وقتٍ يستعدّ الكونغرس الجديد لمهاجمة الاتفاق النووي وسياسة الولايات المتحدة بشأن إيران، سيكون لذلك عواقب على النقاش حول المنطقة في الولايات المتحدة.

بات أعضاء الكونغرس يعونَ أنّ الرئيس وإدارته ذهبا بعيداً في مقاربتهما للعلاقة مع طهران. الكونغرس سيستخدم هذه الرسالة السرّية للمطالبة بمراجعة شاملة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، التي من شأنها أن تعيدَ فتحَ النقاش حول سياسات واشنطن في العراق وسوريا ولبنان أيضاً.

مشكلة الرسالة هي أنّ النظام الإيراني على لوائح الإرهاب الأميركية، وإشراك هذا النظام الذي يمثّل تهديداً للأمن القومي الأميركي، من دون علم الكونغرس، مشكلةٌ ستتحوّل إلى مشكلة سياسية. وبالنسبة إلى لبنان، هل سنشهد نَهجاً أميركياً جديداً؟

– الكونغرس سيطالب بنزع سلاح جميع الميليشيات، بما في ذلك حزب الله، وفي الوقت نفسه دعم الجيش اللبناني ضد «داعش و»جبهة النصرة»، ويتطلع إلى تحديد القوى السياسية التي هي على استعداد لاستئناف ثورة الأرز، بعيداً من الجهاديين وحزب الله.

• إلى أيّ مدى يمكن اعتبار أنّ انتخابات التجديد النصفي أطلقت سباق الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 8 تشرين الثاني 2016؟

– لقد أشعلت انتخابات التجديد النصفي بالفعل الانتخابات الرئاسية. وفي ظلّ فوز الجمهوريين بالكونغرس الجديد وفي انتخابات حكّام الولايات، يملك الجمهوريون الآن شبكة واسعة يمكن الاعتماد عليها للمبارزة الرئاسية. لكن تبقى مسألة اختيار المرشحين، فالديموقراطيون إلى حدّ ما يجتمعون الآن حول هيلاري كلينتون، لكنّ الجمهوريين لا يزالون يناقشون خياراتهم.

(المصدر: جريدة الجمهورية)

 

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *