تطرف داعش يشعل حس السخرية لدى العديد من العرب

تطرف داعش يشعل حس السخرية لدى العديد من العرب
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

abuaabub_1

الفن الساخر في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”

تطرف “داعش” يشعل حس السخرية لدى العديد من العرب

يوظف العديد من العرب السخرية والفن كوسيلة للتصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتنوعت أشكال الرد بين أغانٍ وأعمال كرتونية بل وصور نسائية أثارت الجدل واستفزت مشاعر البعض. إليزابيت ليمان ترصد لموقع قنطرة أبرز هذه الأعمال.

عندما كان أبو بكر البغدادي الذي يطلق على نفسه خليفة “الدولة الإسلامية”، يتجول في حواري المدينة القديمة لتفقد أحوال الرعية، قابل رجلا فقيرا بحذاء ممزق يكشف عن أصابع قدميه. تأثر الخليفة بشدة من حال الرجل وبدأ في البكاء. وفي اليوم التالي أرسل الخليفة أحد رجاله للفقير ذي الحذاء الممزق والذي كان واقفا في نفس المكان وعلى نفس الوضع. قال الرجل للفقير إن الخليفة أرسله لمساعدته ثم سارع بقطع أصابع قدم الفقير المكشوفة من الحذاء الممزق.

انتشرت هذه النكتة القاسية على شبكة الإنترنت بشكل كبير لاسيما وأن هذه هي الإمكانية الوحيدة المتاحة لمعظم العرب للتعامل مع إرهاب “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) والتعبير على موقفهم منها، ففي الوقت الذي يقف فيه الغرب مكتوف الأيدي تقريبا أمام الجماعة المتشددة المسلحة، تشعل جرائم داعش خيال وإبداع الكثير من العرب.

ويسخر المدون اللبناني العراقي كارل شارو، في مدونته “Karl reMarks” من “الخليفة” ومقاتلي داعش من خلال ابتكار الشخصيتين الكاريكاتوريتين: أبو “أ” و أبو “ب”. ويقول شارو إن التطرف الحاد لداعش يعطي مادة خام كبيرة للسخرية تفوق المادة التي توفرها باقي الجماعات.

وفي إحدى الفقرات الساخرة يلتقي “الجهاديون” مع كائنات فضائية تجرأت على مناقشة العقيدة الإسلامية مع “أبو أ” و “أبو ب”، حيث أن كليهما لا يجيد اللغة العربية وتعلم الإسلام عبر مقاطع فيديو من الإنترنت. وعندما أراد الكائن الفضائي الاعتذار لأبو “أ” قال له: “سامَحني الله، أحسست أنك تفتقر للدراية الكاملة بالأمر”، ليرد الأخير مستغربا عن استخدامه للفظ “الله”، لكن الكائن الفضائي يوضح له أنه تعلم الكلمة من أحد المسلسلات ليبدأ من هنا خلاف بين الطرفين من نوع آخر يهدف لمعرفة هل مسلسل “نظرية الانفجار العظيم  Big Band Theory ” أفضل أم مسلسل “الأصدقاء” Friends.

سخرية نابعة من الازدواجية

يركز شارو على الماضي الديني المنعدم تقريبا للكثير من مقاتلي “داعش” وعلى ازدواجيتهم الأيدولوجية وهو ليس وحده في هذا الأمر فالفيديو الساخر من “داعش” لمسلسل “وطن ع وتر” حقق أكثر من مليون مشاهدة. وتسخر هذه الحلقة من بروباغندا “داعش”. ويلعب اثنان من الممثلين أدوار مقاتلي “داعش” ويوقفان السيارات على الطريق ويسألان عن بعض الأمور الإسلامية ويقتلان بالرصاص من لا يجيب بشكل صحيح، إذ يعتبر الرجلان أن هذا القتل هو الباب لجمع الحسنات ودخول الجنة.

ويتطرق أحد المقاتلين خلال الحوار مع أحد المارة اللبنانيين عن ماضيه في بيروت مع البنات الجميلات هناك. وفي إحدى المرات يوقف الرجلان سيارة بها شخص مسيحي وهنا يتسابقان على قتله باعتبار أن قتل المسيحي يكسبهما حسنات أكثر، لكن الرجل المسيحي يموت بسكتة قلبية وهنا يشعر الرجلان بالحزن لخسارة حسنات قتله لدرجة أن أحدهما يحاول إيقاظه قائلا: “استيقظ يا أخي المسيحي لنقتلك وبعدها يمكنك الموت من جديد”.

الخليفة مع طبيبه النفسي

“الخليفة” أيضا مادة للسخرية، إذ تخيل المدون شارو حوارا بين البغدادي وطبيبه النفسي خلال إحدى الجلسات العلاجية، إذ عبر البغدادي عن قلقه بعد إعلان الخلافة لأنه لا يدري كيف يمكن للأمور أن تسير بعد ذلك قائلا إنه يفتقد لكتالوغ سير العمل في الخلافة. وهنا ينصح الطبيب البغدادي بالبحث عن الأمر على موقع “غوغل” مؤكدا له أن الموقع يقدم معلومات عن كل شيء. ويستشير الخليفة طبيبه فيما إذا كان عليه ارتداء عمامة أكبر باللون الموف أو الفستقي ويتوسطها دبوس فضي أم أن هذا الأمر ربما يجعله أضحوكة.

وكما الحال مع من يعتمدون السخرية كطريقة للتعبير ، يواجه شارو تهمة الابتذال لتقديمه هذه الأعمال ضد “داعش”، لكن شارو يرى أن العكس هو الصحيح مؤكدا: “يجب علينا نحن العرب كسر التابوهات وعدم صنع تابوهات جديدة. من الخطأ وليس من الصواب السياسي أن نتوقف عن الحديث عن داعش أو السخرية منه”.

الفن كسلاح

لكن ثمة أمر يقره شارو وهو أنه بعيد عن الأحداث ويوضح: “أعيش في لندن ولست متضررا من الأمر بشكل مباشر وهو أمر يضعني في وضع مريح يمكنني من إنجاز هذه الأمور”. ويختلف هذا الوضع مع عناصر أخرى تعتمد أيضا السخرية كما الحال مع فرقة “الراحل الكبير” اللبنانية لاسيما وأن لبنان لا يبعد كثيرا عن مناطق انتشار “داعش” علاوة على أن الآلاف فروا إلى هذا البلد الصغير هربا من ممارسات التنظيم المتطرف. وقررت فرقة “الراحل الكبير” مواجهة “داعش” بأكثر سلاح يحتقره المتطرفون وهو الفن والثقافة وذلك من خلال أغنية “مداد يا بغدادي” التي تتحدث بسخرية عن البغدادي قائلة: “يا حاكم لأمر الله، يا ناصر بشرع الله..يا سايق عباد الله على هاوية ولا بعدها هاوية”.

blogger_karl_sharro_0
غياب التاريخ الديني لمقاتلي “داعش” والازدواجية الأيديولوجية الواضحة لديهم هي نقطة انطلاق المدون اللبناني العراقي كارل شارو الذي يستخدم السخرية كوسيلة لمواجهة التنظيم المتطرف.

الملفت للنظر أن معظم الأعمال الساخرة خرجت من دول متضررة من “داعش” بشكل مباشر كما الحال مع مسلسل “دعشاوي” الكرتوني الذي قدمته قناة “العراقية” والذي يستعرض في إحدى حلقاته يوميات مقاتل داعشي والتي يتعلم من خلالها تنفيذ الهجمات بالعبوات الناسفة، لكن المقاتل الأرعن يصيب مدربه قبل أن يقتله عن طريق الخطأ بالسلاح الذي صوبه بطريقة خاطئة.

أشكال مختلفة للرد على “داعش”

دفع خبر مقتل طباخ “داعش” في ظروف غامضة، قناة “الشاهد المستقل” لتخمين سبب مقتله وما إذا كانت “جبنة الخليفة” هي السبب في تسممه. وقدمت القناة إعلانا دعائيا اشتقت فكرته من الإعلان الأصلي لجبن “كيري” تحت شعار” جبنة الخليفة..خذها معك في كل مكان تفجر نفسك فيه”. ومراعاة لتقاليد “داعش”، تم التشويش على ضرع البقرة في الإعلان.

لا يعرف الكثير من العرب طريقة أخرى للتعامل مع “داعش” سوى السخرية منه أو استفزازه ويستخدمون طرقا حادة للغاية. وتعتبر طريقة تعبير المصرية علياء المهدي من أكثر الطرق استفزازا، إذ نشرت المهدي على صفحتها على موقع “الفيس بوك” صورة لها مثيرة للجدل وهي تحيض على علم “داعش” الأسود وبجانبها امرأة أخرى تتبرز عليه. وتسببت الصورة في سلسلة من التهديدات بالقتل ضد المهدي. وتتلقى المهدي ردود الفعل على شبكة الإنترنت، كما تنشر بشكل شبه يومي رسائل الكراهية والتهديدات التي تصلها، لكن هناك بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية من يرى فيها الملهمة للتصدي لـ”داعش” بطريقة حادة. وفي إطار حملة بعنوان “اسأل الدولة الإسلامية”#AskIslamicState على تويتر، نشر أحد المستخدمين الصورة المثيرة للجدل لعلياء المهدي معلقا عليها بعبارة: “قل مرحبا لحورك العين”.

إليزابيت ليمان
ترجمة: ابتسام فوزي
حقوق النشر: قنطرة 2014

(المصدر: موقع قنطرة)

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *