"سبع دول شرق أوسطية في خمس سنوات"

Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81 Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81

 

بالنسبة للأمريكيين وصلت نسبة القتلى بين الأمريكيين الى أمريكي واحد شهرياً في العراق، أما بالنسبة للعراقيين فقدوصلت النسبة الى قتيل عراقي يومياً. في شهر كانون قتل 126 مسلح أمريكي وفي شهر أيار قتل 88 أخرين، أما في حزيران فقد قتل 45مسلحاًّ! بالنسبة للعراقيين قتل حتى الأن 25000 عراقي 58 منهم في شهر حزيران وحده! كل هذه الضحايا كانت على يد الانتحاريين والانفجاريين! ياله من أمر صعب أصبح على أمريكا ، انها لم تعد قادرة حتى أن ترمش بعينيها، وكل ذلك ثمن ماذا ؟ إنه ثمن ” الحرية “.

ولكن عادة عندما تدفع ثمناً غالياً كهذا لابد وأن تكون قد ابتعت شيئاً تريه للأخرين. فما الذي تحملها أمريكا في حقيبة تسوقها؟
لقد كان النفط أو على الأقل عقد صفقات نفط أساسية هو الوعد الذي قطعه المحافظون الجدد باديء الأمر. ولكن اليوم أصبح النفط الرخيص مجرد حلم كاذب. فعملياً، يقوم مقاتلوا المقاومة العراقية بتفجير جميع الأنابيب والمتعهدين المغتربين في العراق لا يحاولون بناء أو إعادة بناء أي شيء، بل هم بدلاً من ذلك يغدقون الأموال على تسليح وتدجيج المرتزقة لحماية حراس “الحرية”.

ماالذي ابتاعته الولايات المتحدة من العراق؟ هل هو قطعة من الأرض؟ لا، فما هي الأرض التي تسيطر عليها أمريكا فعلياً؟ إنها لا تستطيع حتى السيطرة على الطريق المؤدية الى مطار بغداد!
وكيف نستطيع تطوير قطعة الأرض الجديدة التي ابتعناها؟ اليوم يخبرنا المحافظون الجدد وأقرانهم الاسرائيليون المتنفذون بأن العراق سيكون قاعدة رائعة تنطلق منها خطة البنتاغون، التي وصفها الجنرال الأمريكي والمرشح للانتخابات الرئاسية السابق ويسلي كلارك بقوله ” سبع دول شرق أوسطية بخمس سنوات”. ولكن لا تنسوا إحضار لائحة التسوق!” هذا ما يردده الشركاء الاسرائيليون على مسامع المحافظين الجدد وهم يتقاطرون الى مجلس النواب الأمريكي. حسناً لنرى : لدينا أفغانستان والعراق. هاتان الدولتان سقطتا، أو تقريباً سقطتا باعتبار أن أفغانستان ما تزال حتى الأن في حال اهتياج. وما يزال هناك خمس دول شرق أوسطية أخرى يجب غزوها، حسب المعنى السائد هذه الأيام لكلمة غزو البلاد.
كانت ايران هي الدولة الثانية على لائحة تسوق المحافظين الجدد. ولكن هؤلاء الايرانيين أثبتوا أنهم بالغو الدهاء! فبدلاً من تزويد دباباتهم بالبنزين واستعراض كتائبهم الحربية في ساحة الشهداء، قرر الايرانيون تطوير برنامج ” طاقة ذرية من أجل السلام”. وما المانع؟ فهذه العبارة بالذات مكنت الرئيس الأمريكي ايزنهاور من جعل أمريكا مركزاً رئيسياً للطاقة الذرية على سطح هذا الكوكب. والأكثر من ذلك هو أنه لا يخفى على ايران أن أمريكا تهدد وتتوعد في وجه كوريا الشمالية، لكنها حتى الأن لم تتمكن من قصف ولا حتى منزل واحد فيها ، ولم تستطع أن تهز ولو شعرة من رأس كيم يونغ ايل.
وهكذا استمرت ايران في التسوق واليوم تفخر باقتنائها مفاعل نووي رائع جديد مصمم ومعمول بطريقة تجعل قيام اسرائيل بأعمال تخريبية أمراً صعباً ومكلفاً! وبما أن الاسرائيليين أنفسهم متسوقون أذكياء فقد قرروا اليوم ترك مسألة المساومة لأمريكا.
ماهو ثمن تفجير وغزو واحتلال ايران؟
المحافظون الجدد وأقرانهم الاسرائيليون الذين يحاولون حث المشترين الأمريكيين على الانغماس في الشراء المجنون يواجهون لامبالاة وبروداً ، على الرغم من وجود ادعاءات تشير الى التقاء الزرقاوي وأسامة بن لادن مع رجال الدين الايرانيين المجانين. وبالرغم من الجهود الجديدة التي يبذلها المحافظون الجدد لشحذ الوطنية الأمريكية وصراخهم من أجل فصل الكنيسة عن الدولة والحط من شأن الانتخابات الايرانية الجارية الا أنهم يواجهون شكوكاً متزايدة. لم يكن المتسوقون الأمريكيون أبداً معجبين بأصحاب العمائم الايرانيين، خاصة منذ أزمة الرهائن عام 1979 ومع ذلك فهم يدركون بأن رجال الدين الايرانيين هؤلاء يتمتعون بمرتبة فخرية في الحياة السياسية الايرانية. وهذا الأمر غير موجود في أمريكا، فرجل الدين فيها نادراً ما يترشح لمنصب رسمي. ولكن هل يمكن العصف بطهران لاخراج رجال الدين من الحياة السياسية؟ أو على الأقل الامساك بالزرقاوي وبن لادن وأتباعهم؟
لابد وأن ثمن ذلك سيكون باهظاً جداً!
فالأمريكيون اشتروا شيئاً مشابهاً في ايران منذ زمن بعيد جداً ولكنهم أدركوا أنها لم تكن صفقة جيدة أبداً. فقد كلفت الأمريكيين 444 يوماً من الحزن والانتظار المرير ، وكلفتهم أيضاً انتخابات رئاسية.

المحافظون الجدد ينادون اليوم بالحرب على سوريا، فهم يزعمون بأن هناك ضرورة لغزو سوريا لأنها تخفي اسلحة التدمير الشامل المزعومة الخاصة بصدام حسين، ويقولون بأن الزرقاوي واسامة بن لادن موجودون في سوريا لأنهم غير موجودين في ايران ويقومون بإرسال أتباعهم الى العراق، كما أنهم يتهمون سوريا بالقيام مؤخراً بارسال عملاء سريين الى لبنان لاغتيال أحد السياسيين وسمير قصير الكاتب والاستاذ الجامعي.

في ايطاليا عندما أطلق ارهابيو الريد بريدج النار دون رحمة على الكاتب واستاذ القانون ماركو بياجي، هل سارع المحافظون الجدد وأقرانهم الاسرائيليين على حث القوات الأمريكية العسكرية لحماية الحدود الايطالية؟ وهل قامت المباحث الفيدرالية بسبر موقع الجريمة الملطخ بالدماء؟ ما الثمن الذي يمكن جنيه من وراء الإمساك بقتلة بياجي ؟

لابد وأنه ثمن زهيد. اذاً لماذا لا يهتم المحافظون الجدد وأقرانهم الاسرائيليون بحماية ايطاليا؟

هل تظنون أن شن حرب من أجل “سبع دول شرق أوسطية في خمس سنوات” يهدف فقط الى محاربة الارهاب؟
احذر عزيزي المشتري أن تبتاع شيئاً لا يمكنك تسديد ثمنه.

sibaradmin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *